أول يوم دوام بعد العيد.. سلام أم دوام¿
تحقيق / محمد محمد إبراهيم

سبعة أيام فقط عاشتها القوى العاملة من منتسبي السلك الوظيفي المدني (الحكومي والخاص والمختلط ) خارج الوظيفة داخل دائرة الجو الأسري والفرائحي.. تلك هي إجازة عيد الفطر المبارك رغم كونها الأقصر في الإجازات العيدية- التي شهدتها الأعوام العشرة الماضية حسب رأي الكثير من الموظفين والاداريين- من ناحية المسافة الفاصلة بين آخر يوم دوام ويوم العيد إلا أنها تبدو الأصعب على الموظفين كونها جاءت في منتصف الأسبوع وليس على مطلع الأسبوع كما هو المعتاد والمتعارف عليه في جداول الإجازات العيدية الماضية..
الأهم في هذه البداية التي ناصفت الأسبوع أنها توطئة لتكييف الجو الوظيفي على دوام الخميس إذ أن الثلاثاء والأربعاء والخميس هي المسافة الأنسب لاستفتاح هذا الجو الوظيفي الذي يقتضي دوام الخميس واعتماد السبت كيوم راحة بعد الإجازة الأسبوعية المتمثلة في يوم الجمعة كما هو المعتاد في معظم الدول الشقيقة والصديقة التي تؤجز في يوم السبت.. في كلتا الحالتين يبقى الدوام في اليوم الأول بعد إجازة العيد هو مؤشر هام على مقاييس الالتزام الوظيفي والانضباط الإداري .. في هذا التحقيق سنتتبع مسار العمل الوظيفي والعمل الإداري في اليوم الأول من دوام ما بعد العيد..
كان على زيدان محمد أن ينطلق من براع –قرب الحديدة – إلى صعاء صباح الاثنين لكي يصل تمام الساعة الرابعة عصرا أو في المساء ليس لبعد المسافة فقط بل لاحتمال ازدحام الخط في الطرق والخطوط المؤدية إلى الحديدة ثم إلى صنعاء بسبب الامطار وارتفاع حركة السير في كل الخطوط الطويلة.. ولم يكن يعلم أن سفره في المساء سيضعه في خانة غائب إذا تأخر وصوله حتى الرابعة فجرا .. فغاب بعد أن أخذه النوم من بعد تعب الطريق ووعثاء السفر لأن نومه استمر حتى الحادية عشرة ظهرا دون أن يعلم مسؤوله الإداري بعذره أو يتصرف قبل تحاشيا للغياب..
كثير من هؤلاء الموظفين عانوا نفس الحالة التي عانى منها زيدان الموظف في إحدى الشركات النفطية الخدمية “قطاع مختلط”.. يؤكد زيدان أن هذه المعاناة تعكس نفسها على مستوى الانضباط الوظيفي للموظف وأنه لم يسبق وأن حدث له مثل هذا التعثر مؤكدا أن الموظف الذي اعتاد الالتزام الوظيفي ينزعج من الإجازة دائما صحيح أن الإجازة متنفس لا بد منه لكسر الروتين اليومي لكن الموظف الملتزم لا يحبذ أن تطول هروبا من الملل.
بين المدينة والريف
الإجازة في حد ذاتها فرح قصير ينتهي بمزيد من التعب والمعاناة في التنقل بين القرية والمدينة وأن اختلفت أطوال المسافات فعبد الجبار الهمداني- من ضلاع همدان – موظف في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني يؤكد أن العطلة راحة وفرح بلا معاناة لمن يسكنون في ضواحي صنعاء أو المدن التي يعملون فيها.. مضيفا :في ضلاع همدان لا مشكلة عندي تطول الإجازة أم تقصر فأنا قريب من عملي لكن زملائي الذي يأتون من الضالع وإب وعدن والبيضاء وريمة وهم موظفون في الوزارة يعانون بشكل كبيرفمعظمهم لا يزال في الطرقات والخطوط الطويلة التي تشهد حوادث كثيرة بسبب الزحام .
وأكد الهمداني أن الأكثر صعوبة في إجازة هذا العيد أنها ناصفت الأسبوع حيث لم تدع مجالا للراحة يوما واحدا خارج ضوضاء وزحمة العيد بتاتا .. فالاربعاء كان آخر يوم من رمضان وفيه ما فيه زحمة ما قبل العيد وتعب رمضان كله يأتي في هذا اليوم والخميس عيد وجدول مزحوم بالزيارات وسلام العيد والجمعة والسبت والأحد والاثينن أيام لا تنفصل عن مشاغل العيد والخروج بالأهل والأطفال إلى الحدائق المتنزهات واستقبال الزوار هذا بالنسبة للساكنين داخل العاصمة والمدن الرئيسية الكبرى في الجمهورية أما بالنسبة لساكني الأرياف فقد أخذت الطرق والأسفار أكثر من 50% من هذه الإجازة القصيرة ويكفيهم زحمة السير في اليوم الذي سبق العيد كونه أول أيام الاجازة واليوم التالي له كان هو العيد.. وبالتالي لم يجد الموظف نفسه في يوم راحة مع نفسه…
ولفت الهمداني إلى أن قصر الإجازة ومناصفتها للأسبوع حملت الموظفين معاناة التنقل من الأرياف إلى المدن بسبب الضغط الذي شهدته الخطوط الطويلة والدليل أن معظم الموظفين الذين لم يحضروا اليوم في الدوائر الحكومية إما في إجازات جبرية لبعدهم عن العاصمة أو مسافرين في الطرق ولم يصلوا بعد إلى العاصمة.. والأمل الكبير في حكومة الوفاق أن تخفف من صرامة الاجراءات تجاه اليوم الأول للدوام الرسمي..
حضور كبير
في الصباح الباكر مررت سريعا ببعض الجهات الحكومية التي بدأت تستنشق الحياة الإدارية من جديد ومنها أمانة العاصمة كانت المشاهدة هي الأهم فحافظات الدوام الرسمي حسب ما شاهدت في الساعة التاسعة تنتظر الواردين من كل حدب وصوب وتستنشق عطر العيد وبشاشة الواصلين .. الكل يتصافح مع الجميع في صورة جميلة من مشاعر الزمالة وسمو الرسالة والعمل الخدمي من أجل ال