فرحة لا تخلو من المنغصات

تحقيق : زهور السعيدي


تحقيق : زهور السعيدي –
يأتي العيد بفرحته وزهوته يشعر بسعادته الصغار تتجلى الفرحة في وجوههم وتعلو البسمات شفاتهم يرافق الأبناء آباءهم خلال إجازة العيد إلى الملاهي والمتنزهات وزيارة الأقارب غير أن بعض الأيتام ممن فقدوا آباءهم تظل فرحة العيد لديهم قاصرة ويظلون يتذكرون كل لحظات مرت برفقة من يحبون .. كل لحظة حنان برفقة أم تمسح بيدها عليهم تقبلهم وتدعو لهم وبرفقة أب يأخذ بيدهم يعلمهم ويسعدهم .. صغار حرموا من حنان الآباء إما لفقدانهم أو لعدم مبالاتهم..
“الأسرة ” نقلت معاناة بعض من الأطفال الذين حرموا من آبائهم وكبلتهم الحياة بتعقيداتها الأليمة إلى التفاصيل:

ذكريات مريرة
٭ احب العيد كثيرا ولكني لا أريده أن يطول أريد أيامه تنقضي سريعا هذا ما بدأت أمل سليمان البالغة 10 سنوات – قوله.
حيث أردفت : أشعر بفقدان والدي بالتحديد خلال أيام العيد وخاصة عندما أرى الأطفال مع آبائهم يمسكون بيدهم ويلعبون على اكتافهم حينها أحس بالقهر كثيرا وأحن على أختي الصغرى كثيرا عندما أرى الصغار يحملون من قبل آبائهم واتمنى لو يعود أبي لأمشي برفقته مثل صديقاتي اللآتي يخرجن مع آبائهم في العيد.
٭ كريمة عايش 9 سنوات : لم يكن أبي حنونا بما يكفي ولكني افتقد وجوده كثيرا معنا ولو لأرى وجهه فقط ولأراه جالسا بيننا عندما يأتي العيد تأتي الذكريات الأليمة معه وخاصة أن والدي توفي ليلة العيد بحادث وهذا العيد ثاني عيد يمر علينا ونحن بدون أب ومهما يكن الأب قاسيا الا وأن الأطفال يفتقدون لآبائهم وخاصة في المناسبات وادعو الله أن لا يحرم أي طفل من والده.
شكرا أبي
٭ عبدالسلام مطهر 20 سنة قال : نحن يتمنا مختلف عن البقية فقد فقدنا أمي أثناء ولادتها ومن يومها لم يتبقى لنا أحد فقد تركنا والدي وتزوج من أخرى وأصبحت مع أخوتي وحيدين نصارع لنكسب قوت يومنا فلم نحس بالحنان يوما من والدي الذي لم يظل لنا في هذه الدنيا سواه لم يسأل يوما إن كنا نأكل ونشرب أو نلبس حتى في أيام العيد لا يتصل بنا ولا يسأل عني وعن أخوتي وكأنه لا يوجد لدينا أب وكثيرا ما أحزن على أخوتي الصغار عندما أراهم محرومون من كل شيء حتى من حنان والدهم الذي نسي أبناءهم وأقول له ” شكرا أبي “
٭ كذلك أكدت سمر حمود 26 سنة أنهم فقدوا والدتهم منذ 3 سنوات وقالت : هذا قدر الله وحالنا حال الكثير من الذين فقدوا أمهاتهم أو آبائهم ولكن فقدان الأم حقيقة ” يتم ” لأنها الحنان والأمان وهي كل شيء فوجود الأم شيئا آخر في الحياة وما يحزنني أن أخواتي الصغار يرفضون أن ألبسهم أيام العيد فيضلون يبكون ويقولون “نريد أمي نريدها أن تلبسنا في العيد وتسرح لنا شعرنا وتعطينا القبل والحب يوم العيد “
هكذا يمر أول أيام العيد عندنا رغم أننا محاطين بالحب من الجيران الطيبين ولكن ما يجعلنا مصابين بالاحباط ويئس الحياة أن والدي تركنا عند عمتي ولا يسأل عنا أبدا ولا يذكرنا حتى باتصال يوم العيد ولا يكلف على نفسه حتى بالسؤال عنا أو معرفة أخبارنا ونحن لا نريد منه شيئا ماديا فقط يكفينا أن يذكرنا أو يسأل عنا فالعيد يصل المسلمون فيه أرحامهم فكيف بمن يقطع صلته حتى بأطفاله ولا يهمه كيف يعيشون وأين يأكلون .
حماية الأب
٭ قال سعيد البرعي 12 سنة: العيد فرحة كبيرة بالنسبة للمسلمين جميعا وأكثر من يحس بفرحة العيد هم الأطفال الصغار الذين يلبسون ويلعبون والأيتام كغيرهم من الأطفال يلهون ويلعبون أيام العيد ولكن توجد بعض المنغصات التي تحول دون سعادتهم فمثلا من لديه أب تجده يرافقه ويذهب معه لصلاة العيد وإلى الحدائق والمتزهات ويطلب من أبيه ما يشاء من النقود ويشتري ما يشاء وأيضا يحس أن والده يحميه من كل شيء فالأب حماية لأطفاله ولا يحس بقيمة الأب الا من يفتقده.
يظلون أطفالا
٭ عفاف اليريمي أم لخمسة أطفال : صحيح أن الأطفال الأيتام يحسون بفقدان آبائهم خاصة في أيام العيد ولكن يظلون يلعبون ويلهون ويمرحون ويذهب إحساس اليتم إذا وجد الطفل من يعوضه عن حنان الأب أو الأم وكثير من الشعب اليمني رحيم ومتكافل ويحب الخير وكثير من الناس لديهم قلوب رحيمة وخاصة من أهل الأيتام فالله لن يضيعهم بعد فقدان والديهم بل هناك الكثير ممن يحظون بالرعاية والاهتمام حتى وإن كانوا لن يوفروا لهم حنان الوالدين ولكن الأطفال يظلون أطفالا ويذهب الزمن بحزنهم وأعبائهم فالطفل ينسى إذا وجد من يعوضه عن الحنان وخاصة إذا وجد الرعاية والحب وأرجو من الجميع أن يكون أبا وأما لهؤلاء الأطفال الذين حرموا من آبائهم .
٭ إلى ذلك أضافت آمنة الأسلمي مسئولة قطاع الأيتام بجمعية الإصلاح : الأيتام بحاجة ماسة إلى دعم المجتمع قبل العيد أو بعده أو في أي يوم من أيام السنة ففقدان الأب أو الأم ليس بالشيء الهين كما لا ننسى أن هناك أيتاما فقدوا

قد يعجبك ايضا