أسئلة في وداع الشهر الفضيل¿!
حسن أحمد اللوزي

حسن أحمد اللوزي –
مر شهر الصوم الفضيل مرور اللطائف في حركة الزمن الدائبة بكل ما حمله لنا من البشائر والوعود التي تحولت إلى صور ومشاهد من الحقائق .. والمحصلات الذاتية والمجتمعية سواء في نطاق الأفراد والشعوب أو المعمورة الحاضنة للأمة العربية والإسلامية!!
ولكن من ذا الذي باستطاعته أن يقيس ما فعله فينا الشهر الفضيل وما آثار ذلك علينا وكيف عاشت امتنا أداء فريضة الصوم¿¿ وما الذي فعلناه نحن بالشهر الفضيل وبفريضة الصوم ¿ والقيام بكافة الواجبات التعبدية والطاعات المتصلة بحياة التقوى والمسؤوليات المناطة بنا في مواقع العمل والإنتاج والبذل والعطاء¿¿ ما الذي فعلناه كشعوب مؤمنة.. وأمة إسلامية جوهرها الالتزام بقيم الإسلام ومكارم الأخلاق وبصورة مثلى وخاصة في شهر هو في حقيقته المفروضة مدرسة تعبدية لتكريس قيم الإيمان بل وبذل أقصى الجهود في أداء كل الفرائض المتلاقية في هذا الزمن القصير في بوتقة أداء فريضة الصوم وإقامة الصلاة وأداء الزكاة والوفاء بالصدقات إلى جانب القيام بأداء المسؤوليات المناطة بكل فرد منا.. وبكل مجتمع إسلامي وبالنظرة الأعم للأمة الإسلامية كافة في كل ميادين العمل والعطاء والبذل والإنتاج.. وهل عكست المظاهر اليومية والحياة المعيشية الصورة الايجابية الإيمانية التي يصوغها الصوم ¿وعلاقة العبودية المذعنة والخاشعة لله سبحانه وتعالى والمتفاعلة بروح الإخاء والمحبة والتراحم والتكافل بين كل أبناء الأمة الإسلامية¿¿ هل المشهد العربي والإسلامي عموما يترجم ذلك وماذا نقول عن الدماء التي استمرت تنزف في رمضان.. والأرواح التي بقيت تزهق وأعمال الدمار والتخريب التي ظلت تتواصل في العديد من الأقطار العربية والإسلامية دون عاصم من عقيدة سامية أو وازع ديني ووطني.. أو خوف من اقتراف الحرمات والتعدي على حدود الله.. كما حدث ويحدث في سوريا والعراق وتونس وليبيا وأفغانستان وباكستان ولا يجوز لي أن أتحدث عن ما يريده الشيطان أن يكون والى أي حد طغت على المشهد الصور الأخرى السلبية المتناقضة والمؤلمة فيما يبرزه التناقض ويكشفه البون الواسع!
نعم ليس خافيا أبدا ما تعيشه الأمة في الواقع المأساوي المرير.. وقد كادت تنطمس من الحياة العربية والإسلامية تلكم الروح الإيمانية المعطاءة في أكناف الشهر الفضيل مع أداء فريضة الصوم والسعي في رفع رصيد الحسنات بالطاعات في الشهر الكريم الذي كان يجب أن يظل زاخرا بالعمل والإنتاج والبذل والتقوى والتخلق بعظمة الصبر والتحمل.. وروعة التراحم والتلاحم والتكافل¿ وما الذي عملته الأمة وعلماؤها من أجل ذلك¿
للأسف لا توجد لدينا وسائل للقياس العام فضلا عن الرصد والتقييم لحالة استواء المجتمعات وتمثلها لمتطلبات الصوم والتغيير الإيجابي في كل علاقات التعامل بين أفراد المجتمع في شهر رمضان ولو بهدف الاستفادة العلمية والعملية.. والتعلم من حقيقة التجربة الرمضانية إذا صح التوصيف¿!ولو على الأقل من خلال حصر السلبيات من أجل العمل على تجنبها وإبراز الإيجابيات من أجل تكريسها في الحياة في سبيل تعزيز قوة المجتمعات الإسلامية.. وبالأساس في عمق بناء الخلية الأساسية للمجتمع .. نعني بناء الأسرة على الروح الإيمانية الصافية والتمسك بمكارم الأخلاق وجوهر التربية الإسلامية الراقية التي تقوم على الوحدانية والكرامة الإنسانية والحرية والإخاء والمحبة والمساواة والتلاحم والتكامل والعدل!
متى يمكن أن يحدث ذلك¿¿
ما بعد الفرح بمعنى العيد:
لا أعظم من عيد ينجزه إبداع الكسب
وتسامي الروح لأقدس صبوات الحب
بالطاعة وتفاني الإخلاص
والبذل وإفراغ الجهد
وقيام الجسد المصلوب على النور
وغياث الأضواء
في بذل جلاء الأسماء
و حضور الآلاء
ما بعد الفرح بمعنى العيد!!
يبقى خارج معنى الكينونة
ذاك السابت في الحلزون
من لا يدرك كيف تدور الأيام
كيف يسير الماء علوا لأقاصي الغيم
ويمر بسنبلة واعدة في الخبت
وضياء عيون في مرمى الأنظار
ويجدد أوراق الأحلام.. وأنفاس الاشجار
وحقولا واعدة بجميع الثمرات
● ● ●
كذاك الفرح بعيد يتجدد
في معنى البذل الراجح في الميزان
ومجاني كل فصول العام
وإشارات الوثب لأعلى الدرجات
وجائزة هي أعظم ما يشتاق اليها الولهان
● ● ●
لم يخسر من يستبق الخيرات
لا يتعلق بظروف لا تثمر غير الخسران
أو يتعلل بعذاب الحرمان
والعلة ليست في الزمن المتقلب.. أبدا
الع
