وهذا محترم آخر!

عبدالرحمن بجاش


 - 
فتحنا عيوننا في تعز على أصوات شغلت الدنيا , واقصد دنيانا المحلية حتى لا نشطح! كانت تعز يومها ونحن في الابتدائية نحبو تردد ألقابا مثل الاصبحي, دهمش, العنسي,
عبدالرحمن بجاش –

فتحنا عيوننا في تعز على أصوات شغلت الدنيا , واقصد دنيانا المحلية حتى لا نشطح! كانت تعز يومها ونحن في الابتدائية نحبو تردد ألقابا مثل الاصبحي, دهمش, العنسي, ويجلجل صوت الشعراني وصوته من ألحان السماء الحقيقية آيات مرتلات من ميكرفون الغفران , حيث يربض الشيخ عبد الرحمن قحطان يعلمنا أول الحروف .
وبالقرب الوصابي نتعلم منه أول حروف الهجاء لسانا عربيا فصيحا!, لم أر أحمد دهمش رؤيا العين هناك , بل رأيته بعد ذلك في صنعاء حين كنت اتلمس طريقي اتبع المساح من منتزه التحرير إلى الصافية إلى الصحيفة حيث كانت تسكن مبنى الإعلانات الآن في التحرير , كان المساح يومها يخوض أجمل معارك القلم , يصايح هذا ويخاصم ذاك ويصالح الجميع عند أول ابتسامه , وكم اتفق واختلف مع الأستاذ دهمش وكم ظل وفيا له والى اللحظة, ودهمش إذا رأيت شخصا طويل القامة يمشي بمهابة في الشارع ولا يستخدم سيارة فاعلم أنه الوطني , المثقف , السياسي, الإنسان احمد دهمش, وإن سمعته يوما يناديك ولم تلمحه بعينك فاعلم انه على السيارة المشقدفة الكريسيدا القديمة والتي جنبها الأيمن يلعن جنبها الأيسر !! ولا يجد غضاضة في أن يركبها بل تراه يفخر بها فالسيارة المتواضعة ملكه الشخصي , أما ملكه الشخصي جدا فرجلاه اللتان تحملانه إلى كل مكان , لا يتأفف ولا يغضب , ولا يطلب ولا يحبب ركب , ولا ينظم إلى أي ديوان بهدف الوصول إلى مصلحة خاصه, أحمد دهمش أحد هؤلاء الذي يحترمون أنفسهم , قاعد في بيته راض عن نفسه وضميره مرتاح , أسعف قبل فترة إلى الأردن , تمنيت أن يسأل عنه وزير أو غفير , فلا ذا تأتى ولا ذا حصل كالعادة, حيث يقضي الناس المحترمون ما تبقى من حياتهم منعزلين , منسيين إلا من رحم ربي من يسأل عنهم …وقد يقول قارئ لم تذكر المساح وأنت تتحدث عن دهمش¿ أقول لأنك إذا ذكرت هذا لا بد أن تشير إلى الآخر ويحضرني هنا ما حدث ذات مره فقد أتى المساح لزيارتي إلى البيت في بيت بوس , والمساح خجول بطبعه لذلك ظل ينتظرني حيث وجدته جالسا على حجر – كان الشارع لايزال ترابيا – , بادرته ليش ما تدخلش ¿ أجاب : يابن عمي أنا جالس اتأمل , – على ايش ¿¿ على صنعا هي تكبر والمساح يزغر !! ضحكت , مرت ايام التقيت الأستاذ دهمش , لا بد أن يسألني عن المساح , حكيت له ما قاله ولم يضحك وبادرني : طبعا ضحكت , قلت : والله أنني ضحكت , قال : زكاك الله عقلك يا ابني المدينة لوما تكبر على المثقف هي مصيبة!.

قد يعجبك ايضا