شحوم الغباء

جما ل حسن

 - ما حدث في مصر أعاد لنا شخصية الإخوان الحقيقية الجذور التكفيرية والعنف. سيتحدث البعض عن مبررات للإخوان مع ذلك ليس هناك مبرر يجعل طرفا سياسيا يستعيد كل ملامح العنف الذي مارسه خلال تاريخه فمحاولته للتشكل ضمن إطار سياسي منفتح على العصر
جما ل حسن –

ما حدث في مصر أعاد لنا شخصية الإخوان الحقيقية الجذور التكفيرية والعنف. سيتحدث البعض عن مبررات للإخوان مع ذلك ليس هناك مبرر يجعل طرفا سياسيا يستعيد كل ملامح العنف الذي مارسه خلال تاريخه فمحاولته للتشكل ضمن إطار سياسي منفتح على العصر فشلت في تقديم نفسها كما حاولت التمظهر خلال سنوات.
والسؤال الذي يدور اليوم: هل مازال الإخوان على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقيس الأمر كما يطفو على السطح. فالقاعدة كتنظيم خرجت من جلباب جماعة الإخوان والحركات السلفية كذلك على صلة بجماعة الإخوان من ناحية الأدبيات وأشياء كثيرة. كما أن ساحة رابعة العدوية اعادت هذا الاستقطاب القائم على خطاب ديني أصولي فج غير متوافق مع ايقاع العصر ولا مع مشكلة الإخوان اليوم سياسيا وفكريا.
هناك فعلا إشكالية في خطاب الإخوان على كافة الأصعدة. منظمة العفو اليوم تتحدث عن قيام جماعة الإخوان في رابعة العدوية بتعذيب أشخاص داخل الساحة. وحسب التوقعات يبدو أنهم يكتشفوا أشخاص مندسين على علاقة بالمخابرات فيقومون بتعذيبهم. حتى إن كان ذلك واقعا فهل يحق لهم ترهيب الناس بالطريقة تلك أي اللجوء لتعذيب أفراد. ما يقوم به الإخوان اليوم يعبر عن أزمة حقيقية. فالخطاب الديني لا يكفي للتعامل مع مشاكل تقوم على جوانب غير دينية. فما وقع فيه مرسي لا علاقة للإسلام به. وسقوط مرسي لن يؤثر على الإسلام في شيء. خلال عام واحد قام مرسي بأشياء فظيعة. تم الاعتداء على شيعة مصريين وهم أعدادهم قليلة جدا. لكن هذا كان يؤكد إعلان مرسي الطائفي عندما تخلل خطابه “الرافضة” وهو يعلن قطع العلاقات مع سورية.
والسؤال: لماذا ينتعش هؤلاء عندما يكون هناك موت وينتعش خطاب التحريض. شاهدنا رئيس الوزراء المصري السابق وهو يتحدث عن النساء اللواتي لا يغسلن ضروعهن ويتسبب بالاسهال لدى الأطفال. وقال إن السبب الجهل مع أن السبب أيضا حكومي يتعلق بمسؤولية الدولة في توفير خدمات مياه للمواطنين في الريف أي يلغي مسؤوليته. عندما تكون هناك قضايا تنمية أو اقتصاد أو بناء يدب الجهل كالنمل في خلايا حديثهم.. أنا يروعني المشهد الشوفيني الطاغي على كافة الجوانب. البعض يبرر أنها لحظة صراع. لكن كلما انجررنا لها نبدو في حكم القطيع. أشخاص حمقى ايضا يهللون لرائحة الدم. بينما نحن نناهض تلك الحركات لخطاب عنفها. لأنها قتلت في تونس وليبيا ومصر وسوريا بشرا. مع ذلك هناك بشر آخرون يموتون. لكن هل يعني أن نتحول كتلة عاطفية تبكي لضحايا طرف ونتجاهل خطابا يتعامل مع البشر كأرقام.. خطاب إلى يسترخص البشر ويمتهن الدم. هذا الخطاب فتاك ويحاول أن يتغول تحت زخم الشهادة. وكلما استفحل يفرض إرادته فقط فيصير العالم كابوس قاتما بلون الدم.
أنا تقرفني كثير من السخافات التي تطفو. أشخاص يبتهجون للقتل. أنا سأظل أؤكد أبدا أن الاخوان كارثة مارست استخفافا بالعقل لعقود. لكن لماذا نبتهج وكأننا طرف في مشهد الدم. ما يحدث أيضا يعبر عن خطورة بدل أن نلتفت لبناء بلداننا واقتصادياتها نخوض معارك بلا معنى. وشارع الفيس بوك يجسد أيضا احد الأزقة الأكثر سوقية والأكثر انحطاطا كلما تابعنا كثيرا من التعليقات. دعونا لا نلتفت لحديث يمتهن العقل حديث يكرس العاطفة والانفعال. كل ما نراه شحوم من الغباء المفرط..

قد يعجبك ايضا