الطفل والبرمجة اللغوية العصبية
حنان عوبل
حنان عوبل –
● من أهم المبادئ التي يدلنا عليها علم البرمجة العصبية اللغوية أن وراء كل سلوك مهما كان سلبيا دافع إيجابي وإني لأجد هذا المبدأ هو أصدق ما يكون على الطفل باعتباره كيانا إنسانيا سليما وليس حالة تربوية منحرفة.
فدوافعه لا تخرج عن الرغبة في تحقيق الحاجات الحيوية بالنسبة إليه: ومنها تحقيق الذات والرغبة في الشعور بالاهتمام والمحبة والأمن والرغبة في الانتماء وغيرها .. لكنه ولأجل تحقيق تلك الرغبات المشروعة فقد يقوم بأفعال مزعجة لنا نحن الكبار فقد يبالغ في البكاء كي يعبر عن رغبته في الأكل وقد يمزق الصحيفة التي بين يديك كي يثير اهتمامك وقد يستحوذ على ألعاب غيره كي يعبر لك عن رغبته في أن تخصص له ألعابا خاصة به.
وقد يرفض الذهاب للمدرسة كي يعبر لك عن رغبته في تحقيق الاحترام الذي يستحقه من قبل المعلمة وقد يقوم بأفظع الأعمال ولكن يبقى السؤال : كيف يكون رد فعلك غالبا¿ وعلى ماذا تركز اهتمامك حينها¿ أغلبنا سوف لن يبالي إلا بالسلوك الخاطئ ولن يكلف نفسه عناء الكشف عن الرغبة والدافع الذي هو أصل السلوك ولذلك فرد الفعل المنسجم مع سطحية التركيز على السلوك لن يكون إلا العقاب.
وحينما سيفهم الطفل أنه معاقب على كل ما قام به وما أحس به فسوف نكون مسهمين في إرباك التوازن النفسي لديه دون أن ندري أننا إذا ما استطعنا التمييز بين السلوك الخاطئ والرغبة المشروعة فسوف نحقق مجموعة من الأمور دفعة واحدة ومنها : –
أولا: إننا سنصبح أكثر تحكما في ردود أفعالنا تجاه السلوكيات الخاطئة لأطفالنا فنعاقب الطفل إذا ما عاقبناه على السلوك الخاطئ لا على الرغبة .
ثانيا: إننا سنصبح أكثر تفهما لسلوك الطفل وبالتالي فسنجد أنفسنا منفتحين على خيارات أخرى غير العقاب المباشر ولذلك فقد نكتفي بتنبيه الطفل أو على الأقل تخفيض مستوى العقاب إلى أدنى ما يمكن .
ثالثا:- سنكون بذلك التحكم في ردود أفعالنا وذلك التفهم لسلوك طفلنا مسهمين في الحفاظ على توازنه النفسي .فكل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات أحيانا خاطئة.