مسابقات رمضان على الفضائيات.. الركض وراء الوهم
تحقيق سعيد الجعفري

تحقيق/ سعيد الجعفري –
> تحظى المسابقات الرمضانية المقدمة عبر القنوات الفضائية بمتابعة جمهور واسع من المشاهدين عادة رمضانية أصبحت ظاهرة تجذب الكثيرين وتدفع بهوس العديدين لخوض غمار التحدى في حصر الجوائز من خلال محاولات المشاركة في تلك البرامج عبر تجارب مريرة تحولت أغلبها إلى إدمان يسيطر على هواجس اصحابها وبدت هذه التجارب لتحقيق الفوز وخطف الجوائز أشبه بالركض وراء الوهم.. دعونا إذن نتابع التفاصيل:
علم الاجتماع.. المسابقات تدغدغ عواطف الفقراء.. وتستغل ميولات الكثيرين منهم
معلومات سطحية.. تجذب الطامحين إلى فخاخ المكالمات الطويلة
تجارب مريرة ومحاولات غير يائسة للربح
خبراء اتصالات .. البرامج تحقق أرباحا هائلة من الاتصالات.. والجوائز المقدمة لا تساوي شيئا
أم ماجد الصلوي وجدت نفسها منذ عدة سنوات مدمنة على متابعة المسابقات التلفزيونية وخوض غمار تجارب عدة للمشاركة فيها من خلال الهاتف دون أن تحرز أي تقدم يذكر فجميع محاولاتها باءت بالفشل فلم تحصد أي جائزة على الرغم من كثرة المشاركات وحين تمكنت من الوصول فعلا إلى المذيع خلال هذا الموسم الرمضاني جاءت النتيجة لتؤكد حصيلة الفشل في حظها المتعثر حسب وصفها لتضعها مع حظ أوفر ومن السؤال الأول وبمرارة تروي التفاصيل التي عاشتها مع هواية وصلت حد الأدمان تقول منذ فترة وأنا أتابع المسابقات التلفزيونية ودون تحقيق أي فائدة تذكر تكبدت خسائر طائلة في الاتصالات من أجل المشاركة في هذه المسابقات في العديد من القنوات الفضائية دون أن أتمكن من المشاركة الفعلية وحين تمكنت من الوصول في إحدى القنوات المحلية كنت مع نتيجة مخيبة للآمال وليس أمامي سوى أن أندب حظي المتعثر دوما والشعور بالأسى للخسائر التي تكبدها في اتصالات دون فائدة وتقول إن هذه العادة اكتسبتها من إحدى صديقاتها التي تقول عنها بأنها أكثر إدمانا منها وأن صديقتها تلك كادت تفقد أسرتها بسبب خلافاتها العاصفة مع زوجها حين أصر على منعها وإجبارها على التوقف من المشاركة في تلك المسابقات نتيجة للفاتورة المرتفعة للهاتف وحين وجد أنها لازالت مستمرة في المشاركة دخلا في شجار طويل كاد أن يصل بهما إلى الطلاق وعلى الرغم من ذلك لا تزال أم ماجد مصرة على الاستمرار في هذا الطريق وتفسر ذلك بأنها رغبة قوية لا تستطيع مقاومتها.
خسائر وإصرار
محمد سعيد الشوافي هو أيضا لديه نفس الهواية ونفس الإصرار الذي يعتبره بمثابة التحدي الذي يجب أن يكسبه .. يقول أجد نفسي من خلال هذه المحاولات أمام متعة كبيرة في محاولات المشاركة ومتابعة القنوات التلفزيونية والمسابقات ودوما في محاولات متكررة للمشاركة في هذه المسابقات عبر الاتصالات ولا ينكر خسارته المادية الكبيرة في محاولات عبثية في إجراء مكالمات طويلة عادة لا توصله للمشاركة الفعلية في المسابقات ويعتبر أن الحظ يلعب دورا كبيرا في هذا الشأن ولديه أمل في أنه سوف يصل يوما ويستطيع احراز التفوق وكسب رهان التحدي حسب تعبيره حيث يرى بأن متابعة المسابقات التلفزيونية يشكل بالنسبة له تحد يشعره بالمتعة وأنه حتما سوف يكسب هذا التحدي وحد قوله فإن لكل مجتهد نصيب لكنه أيضا يبدي استغرابه حول الطريقة التي اتبعها الأشخاص الذين استطاعوا فعلا الوصول للمشاركة في المسابقات يقول لا شك أنهم كانوا أكثر إصرارا مني وربما بذلوا محاولات أكثر ولذا فإنهم استطاعوا الوصول وهو ما يجعلني أكثر أملا في أنني سوف أصل يوما ما.
أنور محمد سعيد أحد ساكني حي مذبح
على الرغم أنه يصف محاولات مشاركته بأنها محدودة للغاية فإنه يؤكد أيضا هواياته في متابعة المسابقات التلفزيونية وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك ومن خلال القنوات المحلية فقط .. ويقول إن مشاركته من خلال الرسائل القصيرة التي يرسلها عبر الأرقام التي تظهر على الشاشة أما الاتصالات فإن الخطوط دائمة الانشغال ويعتبر أن متابعة المسابقات التلفزيونية رغبة لدى الكثيرين ويصفها بأنها هواية إيجابية وتعد أفضل من متابعة المسلسلات والبرامج غير المفيدة والأخبار السياسية عن القتل والتدمير التي تدفع للمزيد من الإحباط حد اعتقاده ولذا فإن متابعة المسابقات التلفزيونية يعد أفضل الخيارات المناسبة للمشاهدة.
تفاصيل مريرة
أما عبدالرحمن عبدالمجيد الصوفي فهو متابع جيد للمسابقات التلفزيونية فقد مكنته المحاولات الكثيرة للمشاركة فيها على سرد التفاصيل المريرة التي تحملها تلك المحاولات يقول بأن القنوات التلفزيونية تحصد مبالغ كبيرة من وراء برامج المسابقات من خلال الكم الهائل من الاتصالات التي تحصل عليها من قبل جمهور المشاركين الراغبين بفرصة الفوز في حصد أي من الجوائز المعروضة على الشاشات في البرامج المسابقاتية وأن الجوائز المقدمة فعلا لا تساوي شيئا أم