أسـر تستغيث بحبال الإحسان !!

تحقيق أسماء حيدر البزاز


تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
,علماء: لا بد من تعزيز روح التكافل الإنساني بين أبناء المجتمع وتقديم إغاثة لإخواننا المعوزين
,حياة تفتقد إلى مقوماتها ومنازل من أعشاش وبيئة استباحت حرم الإنسانية
شهر تتهافت فيه القلوب إلى أبواب الخير والمواساة والإحسان ففيه أناس عمت الدنيا وملذاتها ونعيمها قلوبهم فأعرضوا عمن هم أولى بإنفاقهم وعطاءاتهم لتتراءى أمامنا مشاهد خلت من أبسط مقومات العيش والحياة لأسر وأفراد هم بنو جلدتنا وإخواننا ولكن الحياة أرتهم وجهها الآخر في بؤس وفقر و عاهات وأمراض وتكبدوا مختلف الآلام والأحزان بمجتمع نبذ عطاءاته عنهم وانصرف عن الإحسان إليهم تاركا إياهم في صراع بين الحياة والموت.

تحسبهم أغنياء من التعفف.. هذا هو حال أسرة أبو سليم صلوان في منطقة صرف بصنعاء والذي أوضح قائلا: كلما مرت السنين يزداد الناس كدحا وفقرا وإعراضا عن تقديم العون والمساندة للمحتاجين والمعوزين ابني مصاب بالسرطان وقد دفعت دم قلبي حتى أفي بجزء من علاجه وبعت كل ما أملك لإنقاذ حياته وذهبت إلى القريب والبعيد لكن الناس لا تعرف إلا الكلام فقط !!
مأساة تستصرخ
أب عاجز عن الحركة وأم تشتغل خادمة وأطفال حرموا من تعليمهم ودراستهم ومنزل صغير.. عفوا هو ليس منزلا بل نصف غرفة مبنية من طوب والنصف الآخر خليط من أحجار متناثرة وأخشاب ذات أشكال وأحجام مختلفة علها تكون ما يمكن أن يقال منزل الأخ فلان (..) ما إن دخلنا فيها حتى وجدنا هذه الغرفة في حالة مزرية ففيها جلوسهم ومأكلهم واستراحتهم ومطبخهم ومحل نومهم.. وثلاثة أطفال هناك في الزاوية يرتدون الرقاع من الملابس وقد اعتلت وجوههم الشاحبة تجاعيد الألم والمحن لا العمر والكبر وفي كل واحد منهم زمرة من الأمراض وباع طويل من قصص المآسي والحرمان كان أصغرهم يمسك بيده رغيف خبز يابس وكأنه يتشبث بصندوق أو “شيك” يحمل مئات الملايين.. تلك الغرفة التي ما نظرت يمنة ولا يسرة إلا وجدت فيها مختلف الجراثيم والحشرات والروائح المتعفنة هنا وهناك فهم لا يملكون ما ينظفون به أدواتهم وملابسهم إلا بما يجود به الناس لهم “كوجبة طعام “.. مريض جروحه متعفنة وأم منعتها عزتها وكرامتها من مد يدها للسؤال ولكنها اكتفت بقولها: حسبنا الله في مجتمع الحجر أحن إلينا منه كانت هذه أسرة عبدالرحمن نعيف من منطقة وادي الجار خارج صنعاء وغيرها من الأسر على هذا الحال المزري من نفس المنطقة لعلها في هذا الشهر تلقى صدى من الجمعيات الخيرية وما أكثر عدها وأقل عملها !!
قلوب كالحجارة
تصوروا أمي توفيت نتيجة مرض عضال ألم بها لم نستطع حتى توفير مال لرقودها حتى يوم واحد في المستشفى اللهم بما كنا نستطيع بين الأسبوع والآخر توفير بعض المهدئات من الصيدلية لها حرمنا أنفسنا من الطعام والشراب لأيام حتى نتمكن من إحضار بعض الأدوية إلا أن حالتها ازدادت سوءا وتدهورا فظللت أمشي من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر لإسعاف أمي التي أراها تموت أمامي ولا أستطيع أن أعمل لها شيئا ولكن لا فائدة الناس لا تملك إلا الكلام وأنا لا أملك إلا فقري لكن هذا قدري وكان الموت قدرها!!
هكذا استهل أسامة الكسمي حديثه عن حالته فهو الوحيد من يعيل أسرته خاصة بعد وفاة والده بما يجود من بيعه للمناديل الورقية أحيانا و من قوارير الماء في الجولات والطرقات أحيانا أخرى.
واسترسل الكسمي حديثه قائلا: للأسف ما من عام يأتي إلا وقلوب الناس تتحجر أكثر ويقل التراحم الإنساني والتكافل المجتمعي ولكنه نداء ما زال في وقته خاصة ونحن في أيام هذا الشهر المبارك حديث واحد فقط قوله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة”.
جنتك باسعادهم
ومن جهته أوضح الداعية الإسلامي سلطان الفقيه: إن الألم الكبير أن توجد في مجتمعنا تلك الأسر التي تموت فقرا وتحيا حياة تكابدها ذل الحاجة و عجز الحال في عزوف واضح من إحسان المجتمع وواجبه في تقديم العون والمساعدة والصدقة لإخواننا المنكوبين في فقرهم وحاجتهم ومرضهم و آلامهم ولتتذكر أنك إن أحسنت إليهم فكأنك تقرض الله سبحانه وتعالى “ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له” “وما تنفقوا من شيء فإن الله يخلفه” “وما نقص مال من صدقة” بل على العكس فإن الله يبارك مالك ويكتب أجرك ويخلف ذلك في عمرك وأولادك وأهلك. وما إليه من تداعيات على صحتك وعافيتك وفي تجنيبك كل سوء ومكروه أو مصيبة كادت أن تفتك بك إلا أن صدقاتك وزكاتك التي قدمتها وأنفقتها صرفت عنك كل منحة ومصيبة.
وأضاف الفقيه: عززوا مبدأ التكافل الاجتماعي في رمضان وادعوا الناس إليه بإدخال الفرح والسرور إلى تلك الأسر التي حرمت من ذلك وكونوا عونا لها فمن لديه زائد من طعام يعطيه لمن لا طعام له ومن كان لديه فائض من مال فلينفقه في سبيل ذلك ولتتذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام “إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جير

قد يعجبك ايضا