مؤتمرات للشباب في جميع المحافظات
ناجي عبدالله الحرازي
ناجي عبدالله الحرازي –
تجربة المؤتمر الوطني العام للشباب بالحديدة والتي تابعنا أخباره خلال الأيام الماضية و قيل أن المشاركين فيه سيناقشوا عددا من أوراق العمل ذات الصلة بقضايا الشباب والحوار الوطني ومنها قضية الحكم الرشيد والقضية الجنوبية وصعدة وقضايا المرأة والحريات والتنمية والبيئة والدستور الجديد والقضية التهامية .. هذه التجربة بكل المقاييس دليل آخر على إبداع الإنسان اليمني.
وبطبيعة الحال يتمنى كثيرون أن تكون هذه التجربة وإن جاءت متأخرة قد تمت برعاية هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة .. بحيث يتحول الأمر من مجرد مبادرة او جهد تبناه مجموعة من الشباب بدعم من بعض الجهات أو الهيئات الحكومية والشعبية الى جهد تشارك فيه كل مكونات المجتمع الشعبية وأجهزته الرسمية وبحيث تصبح هذه المؤتمرات أشبه بلقاءات التوعية اللامركزية التي تشرف عليها او ترعاها هيئة رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة
وإذا حدث ذلك سيتسنى توعية الناس في كل أنحاء اليمن بأهمية ما دار ويدور في صنعاء وأهمية ما سينتج عن المؤتمر وبالتالي أهمية تحويل مقرراته إلى واقع عملي ينقل البلاد والعباد إلى المرحلة الجديدة المنشودة ..
وبطبيعة الحال فإن أعضاء مؤتمر الحوار الوطني يمكنهم المساهمة بشكل فعال في نجاح هذه التجربة الشعبية .. فهؤلاء الأعضاء الذين يمثلون مختلف التيارات السياسية والاجتماعية ومكونات المجتمع المدني هم بالتأكيد ينتمون لجميع محافظات اليمن .. وبعضهم هذه – إذا لم يكن جميعهم – يعيشون في محافظاتهم أو مرتبطين بها ويمكنهم تتويج مساهمتهم في أعمال المؤتمر في العاصمة صنعاء و تحويلها إلى جهد ميداني بحيث تشارك في ما يحدث على مستوى المحافظات.
وإذا حدث ذلك ستنتقل روح الحوار من أروقة وقاعات الفندق الشهير والأجواء الأمنية المحيطة به إلى عواصم المحافظات حيث سيشعر الناس في كل مكان أنهم جزء من الحوار .. وان ما سيتوصل اليه المؤتمر في ختام أعماله سيكون رهن إرادة كل مواطن في كل اليمن. وفي مقدمة الجميع شباب اليمن الذين نعول عليهم جميعا آمال بناء اليمن الجديد الذي ننشده جميعا..
كما ستتوقف حيرة البعض ممن يطرحون أسئلة واستفسارات لا حصر لها حول مابعد شهر سبتمبر المقبل عندما ينهي مؤتمر الحوار أعماله ويقدم لنا مقرراته وتبدأ مرحلة تنفيذ هذه المقررات ..
صحيح أن القوى المشاركة في مؤتمر الحوار ستكون مسئولة عن تنفيذ ما يرتبط بها كما ستكون سلطات وأجهزة الدولة الرسمية مسئولة هي الأخرى عن المضي قدما بمقررات المؤتمر وصحيح أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة هي الضامن الرئيسي لتنفيذ مخرجات المؤتمر و ما تبقى من مراحل المبادرة الخليجية إلا أن وعي الشباب في جميع المحافظات وإدراكهم أنهم عنصر أساسي في حل مشاكل اليمن بل وجهدهم الميداني هو الذي سيزيل العقبات وسيجعل الطريق ممهدا ليمن جديد.