عندما يخترق الرصاص بيوت الله

عمر كويران


 - 



 قد تهدم بيوت الله "المساجد" وقد تنتهك حرماتها لكن هذا الهدم والانتهاك بغير أيدي عباد الله المؤمنين ممن هم حراسها في مضجع العقيدة لحمايتها.. وعندما يخترق الرصاص هذه
عمر كويران –

> قد تهدم بيوت الله “المساجد” وقد تنتهك حرماتها لكن هذا الهدم والانتهاك بغير أيدي عباد الله المؤمنين ممن هم حراسها في مضجع العقيدة لحمايتها.. وعندما يخترق الرصاص هذه البيوت من قبل من يدعي أنه من العباد المؤمنين فذلك بهتان مبين على حرمة ذلك المكان المقدس باعتباره موضع عبادة في أعز قدسية لمرضاة الله.
وأيا كان السببب فالمؤمن حريص على اتباع ما يعنيه أمر الله اليه في مسلك الدعوة الربانية وأية صلاة في المسجد هي عبادة خالصة تحت مسمى الفرض أو السنة المحمدية بعالق الأجر المحصل المفيد ليوم الآخرة بصرف النظر عن عداد الاتجاهات المذهبية بتحليل أو تشكيك أو تحريم ثوابت أو هوامش ما يحكيه علماؤها فالصلاة في مربط الخالق لقاء معه بصبره لتلبية مراد العبد في محيط طاعته والركوع والسجود لخالقة.
والاعتراض على أدائها سواء جماعة التراويح أو غيرها من السنن يعد مواجهة مع الله فكيف عندما تكون المواجهة بالسلاح في بيت الله وما سمعنا من تصرف حول القيام باطلاق الرصاص في المحط المحرم بيت الله.. بفكرة كل مسلم آمن بالله حق الإيمان ويضحك من يسمع خبر كهذا أو التحدث عن أهل اليمن في صلب العقيدة بما لا يرضي كل يمني موجود في مساحة البلد أو خارجها.
وزارة الأوقاف والارشاد كجهة مسؤلة عن هذه الاماكن المقدسة عليها تحديد الموقف من جارى الخلافات بين أبناء الإسلام في بلادنا وفرض وجودها كوزارة للأوقاف في اتخاذ اللازم لمثل هذه التصرفات باعتبارها مهينة لمبدأ نسك العقيدة وعلى هذه الوزارة سحب بساط الإشراف على المساجد من كل مدع يرى أنه المشرف الأحق.. فهناك مساجد ينظر اليها من زاوية مذهبية بعينها أو من باب هوية دينية لا أساس لها في حكم الشريعة الإسلامية وبسبب ذلك تتحرك المشاكل لاختلال توازن الفهم بين أهل الدين الواحد.. وما حصل في ذلك المسجد بأمانة العاصمة حول الاختلاف عن صحة وعدم صحة صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك أمر يؤسف له في منطق عقول القائمين حين يكون السلاح هو المصدر المزعج وسط بيت الله والخسارة المجناة في حق المصابين من دون ذنب.. أليس هذا حرام¿ ومرجعيته في الذنب على من قام بهذا العمل من دون حق ومن خوله للقيام بذلك من أهل العلم والمعرفة وأين دور الارشاد في مثل هذه الأمور لتوضح المسار الديني للناس.
نعم.. وزارة الاوقاف والارشاد إذا لم تصحح مهامها وتعزز مقامها وتربط كل دور العبادة تحت سيطرتها فلربما يحصل ما هو أكبر داخل بيوت الله وتتحمل المسؤلية الكاملة وعلى الوزارة وضع مكامن الوجود داخل المسجد كموقع تابع لنشاطها وتحديد رجل الدين المكتمل في وصفه لادارة بيوت الله تحت بند ” أن البيوت لله فلا تجعلوا مع الله إلها آخر” حتى لا يصبح المسجد في المستقبل عبارة عن ملكية مذهبية لهذه البيوت.

قد يعجبك ايضا