باحث عن امرئ القيس


كتبت في الطائرة
فوق حضرموت..

إني أبحث عنك..
في أعماق الرمل الأسمر إني أبحث عنك
في الواحات وفي الدارات
وحيث يطارد فرس ظبيا
أبحث عنك
**
لست غريبا
إني منك وأنت
برغم الفزع القهر الغربة مني مني أنت
لكن.. قل لي..
أين تخيم في هذي الصحراء البكر
وأين محط رحالك أنت¿
يا هذا ” الوله الضليل” التارك كل متاع الأرض
خلفك.. كل حطام الأرض
تبحث عن قافية عن نجم
تهلث كي تقنصه الأرض
إني أبحث عنك..
**
لست غريبا..
كنت رفيقك .. كنت رفيقي منذ وعيت
منذ فتحت على جمرات الشعر الأولى
عيني طفل.. منذ سعيت
نحو النار.. وقد أكلتني
أنت على النار استعصيت
أين حوافر مهرك في بيداء العرب
وأين صهيل غنائك أنت¿
لم ألمح أثرا للفارس
لم أبصر طيفا للشاعرú
لا عجب ! الأطلال دواثرú
سقطت في الأعماق سقطنا معها
صار الأمس بكاء الحاضر ú
إني أنفض منذ دهور غسق رمادي..
أبحث عنك
لا حلمي أمسكت بخيط منه
ولم أظفر بشعاع منك
**
لا تسألني..
“دارة جلجل” عند تخوم اللد مخيمú
منذ سنين عذارى الحي يقمن هناك
لاتسألني..
أرضي أرضك أرض الغزل الحب مخيمú
كل الغدران الشعرية جفت
كل الأحلام الوردية جفت
سرق البيت الشعر الحلم
سرقنا من أهداب العينú
تبكينا أهداب العين
نكتبها أحيانا شعرا
نكتبها أحيانا نثرا
كنت طليقا.. أنت ومهرك
لا تسألني.. إنا أسرى
وعلى خشات القيد أجر قيودي
أبحث عنك
**
هل تعرفني لو ألقيت بخيمتك الزرقاء ركابي¿
صوتي.. صوتك..
لما ادحر..
صارع ناب الموت ربابي
لو أنشدتك مما قلت بفاطمة بيتين
هذا صوتي- قلت-
وها أنذا أتجسد
أبعث حيا في بيتين
عندئذ.. يعتنق الأمس رماد الحلم
رماد الحاضر
تبعثني شررا في الرمل
ويدخل باب الخيمة شاعرú
عندئذ.. لن أبحث عنك

قد يعجبك ايضا