رمضان.. روشتة الأمان..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 -  كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم.
 غدا أو بعد غد تشرق من فضائنا النهارات الأطول لرمضان العام الهجري 1434هـ حيث الأجر دائما على قدر المشقة
عبدالله الصعفاني –

مقالة

غدا أو بعد غد تشرق من فضائنا النهارات الأطول لرمضان العام الهجري 1434هـ حيث الأجر دائما على قدر المشقة.. فأهلا رمضان ومرحى بك أياما وصفحات مشرقة.. مؤثرة على السلوك والقناعات والتنشئة.
> مكرمة عظيمة من الله أن تصفد الشياطين في رمضان.. ومكرمة أن تفتح أبواب الجنة ومكرمة أن يكون الصائمون على موعد مع ليلة هي خير من ألف شهر.. ودائما.. ما عند الله عظيم فماذا عندنا لنقدمه في شهر يهل علينا ونحن غارقون في العيوب والعقوق والحاجة إلى المحبة والتصالح والتآلف.
> وأما بعد الدعاء بأن يعتق الله رقابنا من النار فاللهم استر عيوب كل أبناء هذا البلد وأعد لهم حكمتهم وقلوبهم الرقيقة وأفئدتهم اللينة – ولا تجعل بيننا يارب متخاصما ولا متشاحنا.
> وكما هي حالتنا السنوية ها نحن نستقبله بأسوأ ما اعتدنا عليه سنويا وهو الانكسار أمام الهلع إلى الأنماط الاستهلاكية المسيئة إلى مفهوم الصوم والحكم الدينية والفلسفية لمكارمه الكثيرة.
> الترويج على أشده لسلع استهلاكية كثيرها ترف.. وجلها عبث يستنزف الموارد والمدخرات في تهور مدفوع بالخرف..!!
ألا تلاحظون هذا الزحام الشديد في أسواق.. وسوبر ماركت.. سحبت من دول الجوار الفائض والفاسد ومنتهي الصلاحية وسيئ التخزين.
> الإعلانات الخادعة المضللة تملأ الأماكن وتضغط على الذاكرة.. وتخفيضات بعضها وهمي وبعضها سلع انتهى تاريخ صلاحيتها أو على وشك الانتهاء وتصريحات من جهات متخصصة أن هناك من التجار من يعيدون وضع تاريخ جديد على سلع منتهية.
> والكارثة أنه لا الجهات المسؤولة فعلت دورها وارتقت في وظائفها وأدوارها إلى حجم ما تشهده الأسواق من الفساد الشامل ولا وسائل الإعلام ومنابر المساجد قامت بالتوعية التي تضع المستهلك أمام القناعة الكاملة بأن ما تحسبه غذاء ليس إلا الداء الذي لا ينفع مع بعضه دواء كما هو الحال بالأغذية التي وصلت من السوء حد تحفيز الأجساد على استقبال ما هو مسرطن على المدى المنظور والبعيد.
> مشكلة البائع والمشتري في اليمن هو الاعتقاد بأن ما هو خطر هو الذي يؤدي إلى ألم مباشر في المعدة والأمعاء وإغفال أن الأخطر من ذلك هي الأمراض التي تكون حصيلة تراكم الغذاء الفاسد وغير الصحي الذي إما لم يراع المصنعون فيه الجودة أو أصيب بتداعيات سوء التخزين أو انتهى تاريخه.
> وفي بلد يعاني فيه الأفراد من غياب التأمين الصحي وتردي أداء المرافق الصحية يكون المجتمع أحوج ما يكون إلى تفعيل حقيقي لدور مؤسسات التوعية والرقابة والضبط ليس في العاصمة فقط وإنما على مستوى جميع المحافظات والمديريات جنبا إلى جنب مع ما يتم المفاخرة به من استقرار الوضع التمويني من حيث المعروض من السلع.
> وأما والزحام في الأسواق على أشده فليس أقل من الإشارات والاستفهاميات والمناشدات التالية:
1- الاستقرار التمويني بسلع فاسدة أو على وشك الانتهاء ليس استقرارا إلا إذا كنا نطلب الحياة في شهر ونطلب الموت في الشهور التي تليه.
2- مهم جدا أن تخرج وزارة الصناعة والتجارة ونيابة الصناعة والتجارة من ثلاجة حفظ الأسماك فتمثل مع جمعية حماية المستهلك وهيئة المواصفات والمقاييس نسق هجوم على كل الأغذية والسلع الفاسدة فالسلامة ليست في عدم التسمم المباشر وإنما يتحقق في رداءة الجودة والمكونات وسوء التخزين.
3- مهم جدا أن يكون هناك غرفة عمليات تشرف على السوق تستمد قوتها ولو من اللجنة العسكرية لأن الأمن الغذائي والصحي لأفراد المجتمع جزء من سلامة الأرواح.
4- التجار الذين يتواصلون مع أسواق الجيران ويستوردون المنتهى والنافق لا بد أن يجدوا من يردعهم لأن صحة الناس ليست فضاء للارتزاق الحرام.
5- ويا أيها المستهلك.. قف أمام نفسك لحظة.. تذكر الحكمة من الصوم لا تصدق إعلانات العبث بالحقيقة بالخادع والمضلل.
ورمضان كريم على الجميع.

قد يعجبك ايضا