الاختبارات للجميع

خالد الصعفاني


 -  .. بين عديد ما يقلق اليمني ويقض متكئه في كل "مقيل" و"طيرمان" هذه الأيام تبرز للواجهة اختبارات الطلاب التي مضى جزء منها .. وهذه الفترة ليست تمحيصا للطلاب فقط بل للأسر قبل
خالد الصعفاني –

.. .. بين عديد ما يقلق اليمني ويقض متكئه في كل “مقيل” و”طيرمان” هذه الأيام تبرز للواجهة اختبارات الطلاب التي مضى جزء منها .. وهذه الفترة ليست تمحيصا للطلاب فقط بل للأسر قبل ذلك ولأفكار الوزارة المعنية قبلهما ..
.. إذن .. علينا أن نضع أنفسنا مع أبنائنا الطلاب وهم يختبرون في اختبار أصعب واهم تدور أسئلته حول ما فعلناه في البيئة التعليمية من اجل تعليم هادف ومثمر وجاد .. هذا يعني فحص قدرتنا كجهات معنية ومدرسين وأولياء أمور على عون أجيال الغد من اجل الغد نفسه بكل تحدياته وآماله .. وبدون هذا الاختبار نكون قد أخرجنا أنفسنا من مسئولية ضعف العملية التعليمية بمجرد وضع أسئلة تناسب مختلف القدرات ورقم جلوس الكتروني يسهم في الحد من الغش عبر انتحال الشخصية ..
.. يقولون ” يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان ” وأنا أقول أن الاختبارات اكبر من مجرد وضع أسئلة وفحصت وتقييم إجابات الطلاب عليها بعد ذلك , هي مسألة متصلة بالعملية التعليمية برمتها .. بمعنى انه إذا لم تنجح وزارة التعليم في توفير مدرس كفء وإدارة تعليمية صحية ووسائل تعليم كافية وفي الوقت المحدد فإن الوزارة تكون أول من خذل الطالب في استعداده للاختبارات سواء النقل منها أو الشهادة .. وبالمقابل إذا نسي أولياء الأمور أن أبناءهم يدرسون وفقط تذكروا ذلك أيام الاختبارات فإنهم يكونوا قد خذلوا أبناءهم قبل غيرهم وتساووا في التقصير مع الوزارة ذاتها ..
.. هي حلقات ثلاث متراكبة الأهمية إذا اختل منها واحدة تداعت البقية بسرعة , إدارة تعليمية وسطية كفؤة ومدرس مقتدر وعليم ومنهج متطور وديناميكي .. و تخيل بعضها دون البعض الآخر يقدم لنا تعليما مشوها يضر ولا ينفع , يخفض ولكن لا يرفع .. وبهذا فالاختبارات امتحان لمؤسسات التعليم ولأرباب الأسر وللتلاميذ معا , ومن السهل أن ينجح اغلب أبنائنا الطلاب لكن العملية في أسس مهمة منها ” راسبة ” وهنا الخطورة .. !
.. علينا الانتقال من فكرة أن الاختبارات محطة لإطلاق بعض الطلاب للفصل التالي إلى حقيقة أننا بالاختبارات لابد أن نتمم عملية تعليمية متكاملة نساعد فيها الطلاب بعد الرغبة في التقييم على استيعاب وهضم المعرفة الدراسية عبر تعليم نظري يقدمه الكتاب وتعليم تفاعلي وعملي يقدمه الأستاذ نفسه , وبهذا نشأت إستراتيجية التعليم الذكي كما اسميه وهي عملية تعليمية تقوم على الفهم والتحليل وليس على الحفظ والصم الذي نرفل فيه منذ عقود التعليم الفائتة .. تعليم يقوم على تحفيز عبقرية وملكات الطلاب وتشجيعهم على المبادرة والتحليل الذاتي بجانب حفظ ما يجب حفظه , وهذا الأسلوب لا يقتصر على مراحل التعليم العليا بل يجب أن نعود الطلبة عليه من الصفوف الدنيا حتى يصبح بالنسبة لهم أسلوب تعلم وطريقة فهم وتحصيل ..
.. كلنا مع أمير الشعراء شوقي وهو يوجهنا إلى ” قم للمعلم” ولكن ليس كل معلم خصوصا حين يكون هذا الأخير آخر من يمكنه القيام بدور المعلم الحقيقي .. المعلم إذا لم يكن شمعة تحترق لتضيء للمتعلمين دروبهم فهو لا يستحق هذه الوصم المبجل , والمعلم إذا فضل أن يحضر في سجلات وزارة التربية والتعليم لكنه مغترب في السعودية أو في بلد آخر فهو لا يستحق التقدير .. أما المعلم الذي جعل شعاره ” أدي لهم بحقهم ” واخل بدوره الإنساني والأبوي فانه ليس معلما وحتما لم يقصده شوقي وهو يعلي من شأن المعلم..

أخيرا:
اللهم صلي على خير معلم وأفضل المعلمين , روح التعليم الإلهي وزبدة العلم الإنساني .. الذي كان قرآنا يمشي على قدمين بين الناس .. علم البشرية طريقهم إلى ربهم وربى جيلا عبقريا لن يتكرر .. تعلم على يد خير المعلمين فحمل لواء الدين وبلغ الجميع رسالة رب العالمين ..

قد يعجبك ايضا