» الغــش « سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم ركن التقويم ..

تحقيق إشـــراق دلال


تحقيق / إشـــراق دلال –
ذهول ودهشة لرؤية واقع طلاب يتفاخرون بعد خروجهم من لجنة الامتحانات بممارستهم عملية « الغش « والأساليب التي اتبعوها و لم يتم ضبطهم أو اتخاذ أي إجراء ضدهم .. وآخرين يتشدقون أمام زملائهم بأنهم استطاعوا بمبالغ مالية أن يقنعوا رئيس لجنة الامتحانات بأن « يساعد الطلاب على بالغش « وآخر يدخل اللجنة ليؤدي الامتحان بدلا عن قريبه أما الطامة الكبرى حين يتم تنفيذ الغش بدخول مجاميع مسلحة لمراكز امتحانية وأمام مرأى ومسمع من الجميع وقاموا بعملية « تغشيش « تلقين المعلومات لطلاب من أقربائهم .. مواقف كثيرة وأساليب متعددة وما خفي كان أعظم ..

وزارة التربية والتعليم نفذت العديد من الإجراءات لمنع ظاهرة الغش حيث وضعت نماذج متعددة لامتحانات هذا العام « أربعة نماذج للثانوية العامة داخل القاعة الواحدة وثلاثة نماذج للصف التاسع «كما تم سحب اصدار أرقام الجلوس آليا مع الصورة لمنع أي تغيير او تزوير فيها وخصصت الأسئلة في نفس دفاتر الإجابة.. ومع ذلك ورغم التشديد في المراكز الامتحانيه بالمراقبة والتفتيش على الطلاب ومقتنياتهم إلا أن عمليات الغش مستمرة وبأشكال وأساليب متنوعة تبدأ بالوسائل التقليدية كاستخدام الوريقات الصغيرة والمساطر والطاولات وتصل لأحدث الطرق التقنية والتكنولوجية عبر طبع المقررات الدراسية باستخدام بنط صغير جدا أو استخدام رسائل الموبايل والوسائط المتعددة والبلوتوث وأيا كانت الوسيلة المستخدمة..فالغش تحايل وخداع وسرقة..
ما يعد الأخطر في عمليات تبادل « الغش « حين يكون القدوة والمراقب لسير عملية الامتحانات في اللجان هو من يقوم بدور المغشش الجمعي إما من خلال معلوماته الشخصية أو نقل إجابات من طالب متميز بالقاعة ..
شخصية مضطربة غير سوية
الكثير من طلابنا يقعون فريسة للتسيب والإهمال طوال العام الدراسي لينتهي بهم المطاف ضمن دائرة الخوف من الرسوب والبحث عن الأسهل والأقرب واختصار الوقت والجهد فيلجأ للغش تحت شعار « الغاية تبرر الوسيلة « وهذه الظاهرة نابعة من الشخصية المضطربة غير سوية وهذا السلوك الانحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية وهو ركن التقويم .. حسب علماء النفس.
والسؤال الذي يطرح نفسه .. من هو المسئول عن ظاهرة تفشي ظاهرة الغش ¿ هل هي مسئولية الطالب ام الأسرة ام المدرسة أم مسئولية المجتمع ككل¿..
إن تغاضي المجتمع عن هذه الظاهرة يعطي دلالة على أنه لم يعد هناك إحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا وأن ثمن هذا التغاضي سيؤدي لانتشار آفات اجتماعية أخرى كالرشوة والسرقة والخداع وتبادل المصالح بين أفراد المجتمع ..
فحين يبدأ الطالب باستسهال عملية الغش والاعتماد عليه فإنه يستسهل ماهو اكبر فيغش نفسه ومجتمع لتتهدم بذلك الجواجز القيمية والاخلاقية والدينية وعندما تضرب القيم الإنسانية يصبح الممنوع مباحا دون استنكار من أحد… وهذا المرض التربوي يجب مقاومته بالإجراءات الرادعة والقوانين المنظمة والأهم من ذلك السعي الجاد لتعديل المنظومة التربوية..

قد يعجبك ايضا