جولات كأنها المحشر!
فايز البخاري
فايز البخاري –
كان يا ما كان في سابق الأزمان وسالف العصر والأوان لا نرى في أمانة العاصمة صنعاء زحاما خانقا إلا فيما ندر من الجولات وذلك بالطبع أيضا قبل إنشاء الجسور والأنفاق التي وعدنا المسئولون بأنها ستكون الحل النهائي لمثل ذلك الازدحام الخانق الذي كنا نعانيه في بعض الجولات والشوارع.. والمواطنون صبروا وعانوا كثيرا مöن إقفال تلك الجولات والشوارع جراء الوقت الطويل الذي يستغرقه بناء تلك الأنفاق والجسور ولكن اتضح لهم في الأخير أن الأمر لم يخرج عن كونه كما يقال: يا فرحة ما تمتú! بدليل أن ذلك الازدحام زاد لدرجة لم يكن أحد يتخيلها وأكبر مثال على ذلك ما هو حاصل في شارع الزبيري وجولاته المختلفة وبالذات جولة عصر التي كان يشمل مخططها إنشاء جسر ونفق على غöرار ما هو حاصل في جولة عمران تقاطع شارع الستين مع شارع التلفزيون.
لكن شاءتú أقدار العابثين أنú تحولها إلى نفق فقط والاكتفاء به عن إنشاء الجسر الذي كان كفيلا بإنهاء تلك المعاناة التي نراها يوميا من الصباح وحتى الساعات الأولى مöن الليل.
والعجيب والغريب في هذا الأمر الذي يمكن وصفه بالمهزلة أنه ومنذ بضعة أشهر قامتú أمانة العاصمة بدلا عن الوفاء بوعدها السابق الذي أطلقته مرارا وتكرارا عن تنفيذ المرحلة الثانية في جولة عصر وجولة مذبح والقاضي ببناء جسر في جولة عصر ونفق في جولة مذبح قامتú معالجة الأمور بما تسبب بمضاعفة الازدحام أضعافا مضاعفة عما كان حاصل قبل ذلك لينطبق عليهم المثل القائل: ساروا يكحلوها زادوا أعموها!!
ولا أدري لصالح من كل ذلك العبث¿ وكيف يرضى المسئولون الذين قاموا بتلك المعالجة المهزلة عن أنفسهم وضمائرهم وهم يرون أن معالجتهم فاقمتú الأمر وزادته سوءا¿ ولماذا لا يقومون بإعادة الأمر إلى ما كان عليه قبل معالجتهم الكارثية والمتمثöل بإغلاق تلك الفتحات التي استحدöثت في الجزيرة الوسطى لشارع الزبيري عند جولة عصر¿
هل الأمر فقط من أجل العكننة على هذا المواطن الغلبان وتحميله فوق ما يطيق من أجل ترك أمانة العاصمة لهؤلاء الشلة الذين نهبوا خيراتها وعبثوا بمقدراتها واليوم لم يعد لديهم استعداد على مجاورة الغلابى فكان الحل الوحيد هو التضييق عليهم في طرقهم وشوارعهم إلى جانب ما هو حاصل في التضييق عليهم بمعيشتهم وكهربائهم التي باتت تظهر عليهم كليلة القدر من أجل ضمان أنú يهجروا هذه المدينة ويتركوها خالصة مقشرة لهؤلاء الــ…!!
الأمر وإنú كان فيه ما يشبه الشطحة والشطط لكنه لا يعدو عن كونه يلامس الحقيقة المرة التي نكتوي بنارها آناء الليل وأطراف النهار في عاصمة لم يعد السكن فيها حلما لأي يمني والابتعاد عنها صار ملاذا ينشده الكثير من البسطاء الذين تكسرتú أحلامهم على صخرة النافذين في هذه المدينة البائسة.