استقبال شهر رمضان بإحراق الاطارات سلوك خاطئ

تحقيق‮ ‬زهور السعيدي

تحقيق‮/ ‬زهور السعيدي –
ممارسات وسلوكيات سلبية عديدة‮ ‬يشهدها مجتمعنا اليمني‮ ‬وتكون‮ ” ‬الاسرة‮” ‬المسؤولة الاولى والمباشرة عن توسعها‮ .. ‬ومن هذه السلبيات ما‮ ‬يقدم عليه الصغار والفتية من احراق لإطارات السيارات ومخلفات القمامة في‮ ‬الشوارع والاماكن العامة كنوع من التعبير عن ابتهاجهم وفرحتهم بقدوم شهر رمضان المبارك‮ .. ‬غير مدركين للمخاطر الجمة الناجمة عن هذا السلوك الذي‮ ‬قد‮ ‬يؤدي‮ ‬كما‮ ‬يؤكد المختصون إلى أمراض فتاكة للإنسان واضرار فادحة على البيئة والمنظر العام‮ ..‬
هذه الظاهرة تتكرر سنويا دون أن‮ ‬يكون للاسرة واولياء الامور والمجتمع دور‮ ‬يذكر للحد منها‮ ‬المشاركة فيها ربما للجهل لما تنطوي‮ ‬عليه التصرفات من اضرار صحية وبيئية محققة‮ ‬أو عدم مبالاتهم بالخطر الذي‮ ‬يتهدد المجتمع‮ ‬وحتى سلامة اولادهم جراء هذه الممارسات الغريبة‮ ..‬
‮” ‬الاسرة‮ ” ‬تتناول في‮ ‬هذا الموضوع دور الاسرة المأمول للحد من هذه الظاهرة في‮ ‬ضوء التحذيرات التي‮ ‬اطلقتها جهات الاختصاص في‮ ‬العاصمة صنعاء مؤخرا‮.‬
التهابات صدرية وإغماء
تقول أماني‮ ‬الريمي‮ ‬مصابة بالربو‮ : ‬اعاني‮ ‬كثيرا عندما استنشق أي‮ ‬هواء ملوث وبالذات الهواء الناتج عن احراق الاطارات حيث‮ ‬ينقطع التنفس عندي‮ ‬وتزداد الالتهابات في‮ ‬صدري‮ ‬وأصاب بالاغماء وتزداد حالتي‮ ‬سوءا‮ ‬كل عام قبل دخول رمضان بسبب احراق الاطارات وانقل إلى المستشفى لأظل تحت العناية لايام‮ .‬
وتضيف اماني‮ : ‬اصاب بالهلع والخوف كلما اقتربنا من رمضان أو العيد نظرا‮ ‬احراق لاطارت في‮ ‬الشوارع وادعو جميع الاباء والامهات أن‮ ‬يدركوا حجم هذه الكارثة على اطفالهم وعلى الاخرين والذين‮ ‬يتعرضون للموت بسبب هذه الممارسات الخاطئة من صغيري‮ ‬السن وعليهم تنبيه اطفالهم بعدم احراق أي‮ ‬اطارات أو قمامة وتوعيتهم بالمخاطر المصاحبة لذلك‮.‬
أمي‮ ‬في‮ ‬خطر
أما اسماء السيد ام لثلاثة اطفال‮ – ‬فانها تصاب بانقطاع في‮ ‬التنفس تماما‮ ‬كما تقول وتنقل إلى الطوارئ لتعطى الاكسجين لوقت لا‮ ‬يقل عن‮ ‬6‮ ‬ساعات وهكذا‮ ‬يظل حالها مرهونا بإحراق الاطارات أو بالادخنة المتصاعدة عن احراق الاكياس البلاستيكية في‮ ‬الشوارع ويقول محمد ابنها الاكبر البالغ‮ ‬12‮ ‬سنة‮ : ‬عندما أرى أي‮ ‬دخان‮ ‬ينبعث من حارتنا اطير مسرعا إلى البيت واعلم علم اليقين اني‮ ‬لن اجد امي‮ ‬بخير‮ ‬وفي‮ ‬السنة المنصرمة كنت عائدا من المدرسة ومعي‮ “‬شهادة النجاح‮ ” ‬قبيل رمضان بيومين وعندما دخلت إلى شارعنا ورأيت العديد من الاطفال‮ ‬يحرقون اطارات اكياس والدخان‮ ‬يتصاعد بكثرة اسرعت إلى المنزل لأجدها‮ ‬غائبة عن الوعي‮ .‬

مخاطر كبيرة
اثبتت الدراسات المختلفة وتقارير العديد من المنظمات الدولية التي‮ ‬اصدرها قطاع البلديات والبيئة وفرع الهيئة العامة لحماية البيئة بأمانة العاصمة خطورة انبعاث الغازات الناجمة عن حرق الاطارات من خلال زيادة المركبات العضوية المتطايرة ومركبات الديوكسين والفيوران واكاسيد الكربون وهي‮ ‬مواد تسبب الاختناق والتسمم وتزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري‮ ‬وتغيرات المناخ حيث أن المشتقات النفطية الداخلة في‮ ‬عملية تصنيع الاطارات والمطاط تمثل تهديدا‮ ‬حقيقيا‮ ‬للإنسان لعلاقتها المباشرة بالاصابة بالامراض الصدرية والحساسية والاصابة بالسرطان وان انبعاث‮ ‬غاز الرصاص الناتج عن عملية حرق البلاستيك والمخلفات الاخرى‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى التسمم اكثر مئة مرة من صورته الصلبة التي‮ ‬نحصل عليه في‮ ‬الطعام حيث‮ ‬يتراكم الرصاص في‮ ‬الرئة ويسري‮ ‬مع الدم إلى جميع اجزاء الجسم على

قد يعجبك ايضا