المرأة الريفية بمارب‮.. ‬معاناة حرمان وإهمال

استطلاعمراد الصالحي


استطلاع/مراد الصالحي –
منذ خمسين عاما‮ ‬من قيام ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م وحتى اليوم والمرأة اليمنية الما ربية خاصة في‮ ‬الريف تعيش أوضاعا‮ ‬مأساوية وفي‮ ‬عذاب أليم نتيجة للإهمال المتعمد لها ولقضاياها ولحقوقها من قبل الحكومات المتعاقبة‮ ‬والمجتمع الذكوري‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يرحم طفلة ولا شابة ولا عجوزا‮.‬
وهذا الإهمال المتعمد جعل المرأة في‮ ‬محافظة مارب تعيش خارج الزمن‮ – ‬أيضا‮ – ‬ولا تفكر ولا تنشغل سوى برعي‮ ‬الاغنام والمواشي‮ ‬وجلب الماء من أماكن تبعد كثيرا‮ ‬عن مسكنها‮.. ‬وإذا ما أرادت أن تلتحق بالتعليم فإنه‮ ‬يمنعها عن ذلك‮ ‬وجود المدرسين دون المدرسات أو زواجها المبكر‮.‬
حول هذا الموضوع قامت الأسرة بإجراء الاستطلاع التالي‮:‬
في‮ ‬البداية تحدثت الأخت أم عبد ربه وهي‮ ‬من إحدى قرى مديرية جبل مراد عن ما تلاقيه ونساء من معاناة قريتها جراء جلبهن للماء على رؤسهن مسافات بعيدة‮ ‬حيث قالت‮: ‬إن المرأة الريفية في‮ ‬اليمن عموما‮ ‬وفي‮ ‬مأرب على وجه الخصوص تتحمل الكثير من الصعاب في‮ ‬شتى نواحي‮ ‬لحياة وخاصة في‮ ‬جلب التروية‮ »‬المياه‮« ‬التي‮ ‬تعد من المهام الأساسية المعتادة للنساء في‮ ‬القرى النائية بالمحافظة‮ ‬وهذه المهام لا تسقط عنهن إلا في‮ ‬حالة تعذر ذلك بسبب الحمل أو المرض وفي‮ ‬هذه الحالة‮ ‬ينوب الرجال عنهن‮.‬
وأضافت‮: ‬لا أخفيك بأنني‮ ‬وكثير من نساء قريتي‮ ‬نذهب لجلب المياه في‮ ‬التنك أو القرب من أماكن بعيدة تستغرق منا من الوقت ذهابا‮ ‬وإيابا‮ ‬من المنزل إلى العين والعكس من ساعتين إلى ثلاث ساعات‮ ‬وهذه المياه نجلبها فوق رؤسنا ودائما‮ ‬نضطر للذهاب مرتين في‮ ‬اليوم تحت أشعة الشمس المحرقة ونتكبد الكثير من المعاناة بسبب وعورة الطريق التي‮ ‬نسلكها‮ ‬وبعد جلب المياه نقوم بالذهاب لإحضار حزمة الحطب على رؤسنا من أماكن بعيدة من السكن‮ ‬لنوقد ونحضر به وجبات الطعام‮.‬
معاناة مستمرة
واستطردت‮: ‬شحت وندرة المياه تظهر مدى معاناة المرأة الريفية في‮ ‬محافظة مأرب التي‮ ‬لم تبذل الحكومات المتعاقبة أي‮ ‬اهتمام لرفع هذه المعاناة التي‮ ‬يتكبدها أبناء الريف خاصة النساء‮ ‬وذلك بإنشاء مشاريع مياه لبعض أرياف المحافظة أوعلى الأقل شق طرقات لتكون معبدة حتى‮ ‬يستطيع رجالنا جلب المياه عبر السيارات بكميات كافية مما سيسهم بالطبع في‮ ‬تحسين معيشة الأسرة وتسهم في‮ ‬استقرار أهالي‮ ‬الريف وعدم الهجرة إلى المدن بسبب شحة المياه وبعد منبع الماء من قرانا‮.‬
واختتمت أم عبدربه حديثها بمناشدة حكومة الوفاق بتحمل مسؤوليتها تجاه ريف مأرب خصوصا‮ ‬وأرياف اليمن عموما‮ ‬وذلك بإنشاء مشاريع مياه للشرب لكي‮ ‬يتاح للنساء وقت للاهتمام بأنفسهن وبأفراد أسرهن وبإعمالهن الأساسية الأخرى وقبل كل هذا حتى تتوقف معاناتهن‮.‬
الأطفال والرجال
ومن جانبه تحدث الناشط الحقوقي‮ ‬في‮ ‬قضايا المرأة الأخ سالم سعد ناصر بالقول‮: ‬لم تعد المعاناة تقتصر على المرأة فقط‮ ‬وإنما أمتدت إلى الأطفال من الذكور والإناث بالمحافظة الذين أصبحوا مسؤولين هم الآخرين عن جلب المياه إلى منازلهم من أماكن بعيدة جدا‮ ‬مما انعكس سلبا‮ ‬على مستواهم التعليمي‮ ‬وأحيانا‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى ترك العديد منهم للدراسة والتفرغ‮ ‬لمساعدات أمهاتهم في‮ ‬جلب الماء والحطب ورعي‮ ‬الأغنام‮.‬
وأضاف‮: ‬كما أن هنالك معاناة أخرى ناتجة عن قلة المدارس في‮ ‬أرياف المحافظة‮ ‬فوجود مدرسة في‮ ‬إحدى القرى دون القرى المجاورة والبعيدة منها تجعل الطالبات في‮ &#823

قد يعجبك ايضا