زبيد التاريخية .. هل تغادر مدن التراث الإنساني¿!

تحقيق- إياد الموسمي


تحقيق- إياد الموسمي –
سقط سعيد داود معمري (28 عاما) عن دراجته النارية قتيلا برصاص قوات الأمن المرافقة لإحدى لجان الحكومة المسؤولة عن إزالة مخالفات البناء بالإسمنت في مدينته التاريخية زبيد المهددة بالاندثار والشطب من قائمة اليونسكو لمدن التراث الإنساني.
 تقول أم سعيد: “ابني قتل مظلوما لم نبنö منزلا من الإسمنت.. ولكنه كان حاضرا أثناء وجود لجنة لإزالة مخالفات البناء الإسمنتي اشتبك معها بعض الأهالي وأطلق الجنود الرصاص”.
ويدعي بعض الجنود أنهم أطلقوا النار في الهواء فوق تجمهر الأهالي المحتجين لتفريقهم إذ تسمح لائحة قانون هيئة الشرطة للعام 2002 بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المحتجين بعد إنذارهم ثلاث مرات غير أن محاضر التحقيق أشارت إلى أن القتيل أصيب بطلق ناري من أحد الجنود وتقول الجهات الأمنية إن المتهم يعاني من حالة نفسية وإنه نزيل السجن ورهن المحاكمة.

ترك ذلك الشاب وراءه أما وأختين قاصرتين كان هو معيلهم الوحيد بعد وفاة والده ومدينة صنفتها اليونسكو عام 1993 ضمن أهم 10 مواقع للتراث الإنساني العالمي ثم أدرجت عام 2000 ضمن قائمة المنظمة “للتراث الإنساني المهدد بالخطر”.
فالمد الإسمنتي المتزايد يغزو بناءها الجيري العتيق في ظل عجز تلكؤ الحكومات في سنö قانون لحماية نفائس المدينة وعجزها عن حماية نمطها المعماري التقليدي بـ(الآجر) من التشويه وفقر الأهالي وقصور وعيهم بأهمية مدينتهم التاريخية التي أنشأها محمد بن عبدالله بن زياد في العام 819م عاصمة لحكمه الذي شب عن طوق الضعف العباسي في بغداد إلى جانب مقاطعة وزراء (المالية الأشغال الأوقاف الإدارة المحلية الداخلية السياحة الكهرباء) لاجتماعات اللجنة العليا للحفاظ على زبيد.
الأوضاع في زبيد ازدادت تعقيدا وأصبح الأهالي يرتكبون المزيد من مخالفات البناء والمجاهرة بها فيما خففت من حماس المسؤولين تجاه الحفاظ على المدينة التابعة لمحافظة الحديدة (غرب اليمن) تجنبا للدخول في مواجهات مماثلة ما أباح المآثر المعمارية في زبيد للكتل الخرسانية التي شوهت وجهها الأصيل.
شارع أبو موسى الأشعري
شارع أبو موسى الأشعري الممتد من البوابة الشرقية إلى السوق القديم كان واجهة المدينة ومعúلمها السياحي والتجاري ويضم نحو (130) منزلا قديما مع سور لكل منزل وساحات عامة وبعض المعالم البارزة.
ويعود الخطر الذي يتهدد المدينة إلى العام 93 عندما شيد مواطنون (11) بناية إسمنتية على ساحات تفريغ بضائع القوافل التجارية عند مدخل المدينة حجبت معالمها وشوهت منظرها العام لتكون طعنة الأهالي الأولى لمدينتهم بحسب المدير السابق لفرع الهيئة ومدير المخطوطات حاليا عرفات الحضرمي.
ثم توالت المخالفات وأزال الأهالي أسوار (80) منزلا مبنيا بالآجر ليبنوا على أنقاضها منازل بالإسمنت المسلح وانتشر على طول الشارع نحو (50) محلا تجاريا إسمنتيا بأبواب حديدية وقدر الحضرمي نسبة المخالفات بـ 65% من مباني الشارع الذي يعد من أهم معالم المدينة ويقول “المخالفات خدشت النسيج المعماري لمدخل المدينة تدريجيا وأزعجت اليونسكو عام 2000”.
التحذير الأخير
وجهت اليونسكو أحدث إنذاراتها بشأن زبيد في المؤتمر الــ36 للجنة التراث العالمي الذي عقد في (سانت بطرسبورج) في يونيو 2012 ومنحت فيه اليمن فرصة أخيرة لاتخاذ خطوات جادة تحول دون شطب زبيد من اللائحة. وبحسب ممثل اليونسكو في اليمن الدكتور أحمد المعمري فإن شطب المدينة سيحرم اليمن من إدخال أي موقع أثري آخر إلى قائمة اليونسكو لمدة 20 عاما.
ويضيف المعمري: “المدينة تعني للتراث العالمي شيئا مهما وسيحدد مصيرها اجتماع لجنة التراث العالمي في الدورة (37) الذي سينعقد في 22 يونيو 2013 بكمبوديا” وقال إن قرار شطب زبيد أو إبقائها معلق بتقرير الحكومة اليمنية حول صونها لممتلكات التراث العالمي الذي سيناقشه الاجتماع ومدى تنفيذها لمخطط الحفاظ على المواقع والمعالم والتقدم في الحد من المخالفات بحسب توصيات الدورة السابقة.
ويطالب بحلول عاجلة أهمها إصدار قانون “الحفاظ على المدن التاريخية” وتوفير احتياجات المدينة التي ارتفعت من (40 ألف دولار) عام 1999 إلى (100 مليون دولار) حاليا لتتمكن هيئة المدن والمجلس المحلي من تنفيذ مشاريع الترميم والصيانة وإزالة تشوهات المباني والمعالم الأثرية.
وتوفد اليونسكو خمسة خبراء دوليين كل عام إلى المدينة كجانب من الدعم الفني والاستشاري وتوصي المانحين والمنظمات الإقليمية والدولية بدعم المدينة والترويج لها عالميا وبحسب المعمري فإن اليونسكو غير معنية بالدعم المالي لكنها قد تساهم بما لا يتجاوز “25” ألف دولار أمريكي.
وتتحرك الحكومة اليمنية دبلوماسيا

قد يعجبك ايضا