ارتفاع ضغط الدم .. وضوابط رمضانية

د . مروان محمد قاسم الدبعي

د . مروان محمد قاسم الدبعي –

العودة إلى كنف الطبيعة في التغذية والبعد عن الكسل والخمول وتلافي السمنة والتوتر والانفعال يضاف إليها جدية التقيد بالإرشادات الصحية والغذائية.. متطلبات ضرورية لا حياد عنها للأصحاء عموما فكيف بمرضى ارتفاع ضغط الدم الذين أغوتهم إيقاعات الحياة المتسارعة وأنماط المعيشة المعاصرة¿
يحدثنا الدكتور مروان محمد قاسم الدبعي- استشاري أمراض القلب -عن هذه المشكلة وتأثيرها على مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني وما يؤمنه صيامهم للشهر الكريم من مراس وتحكم للحفاظ على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي مستهلا حديثه بتعريف المرض وإيضاح عوامله وأعراضه ومدى خطورته ومبينا دور وأهمية العلاج الوقائي في رمضان
الإهمال واللامبالاة أبرز الأسباب المؤدية إلى تصعيد مشكلة ارتفاع ضغط الدم الشرياني.. يجسده بعض المرضى في حياتهم بمعزل عن الالتزام بالنصائح والإرشادات المقدمة من الطبيب المعالج لجهلهم بحقيقة هذه المشكلة وما تفضي إليه- إذا ما أهمل علاجها والتعايش معها- من عواقب ومضاعفات خطيرة.
إن من وظائف القلب الأساسية في جسم الإنسان ضخ (5-6 لترات) من الدم فيسري في العروق ومن خلال قوة ضغط معينة إلى سائر الجسد ليمده بمقومات الحياة من أكسجين ومواد وعناصر أساسية لازمة لتغذية أنسجة وخلايا الجسم وبالمقابل نقل ثاني أكسيد الكربون ومخلفات الهدم والبناء لخلايا الجسم وهذا كله يتم عبر ما يسمى بالدورة الدموية ومعها يكون ضغط الدم اعتيادي (طبيعي) ليتمكن الجسد من أداء وظائفه الطبيعية دون مشكلة.
ومن هنا يقصد بارتفاع ضغط الدم: ارتفاع الضغط في الشرايين الصغيرة المنتشرة في جميع أجزاء الجسم أي الارتفاع لأي من الضغطيين الانقباضي والانبساطي أو كليهما معا فوق معدل القياس السليم للضغط ويسجل بقراءتين:
* ضغط الدم الانقباضي: يكون القلب فيه في حالة انقباض وتظهر قراءته كرقم أعلى.
* *الضغط الانبساطي:- وهو ضغط الدم أو قوة اندفاعه في الشرايين عندما يكون القلب في حالة انبساط أو استرخاء وتظهر قراءته كرقم أسفل.
ضغط الدم = ضغط انقباضي ملم زئبق
ضغط انبساطي
حيث معدل الضغط الانقباضي السليم يتراوح بين (100-160 مليمتر زئبقي) بينما معدل الضغط الانبساطي الطبيعي ما بين (60-90 مليمتر زئبقي).
وليس هذا المرض بالهين فهو مزمن يستمر مع صاحبه مدى الحياة وليس له علاج شاف كليا حتى اليوم وبمرور الوقت نتيجة الارتفاع المستمر في ضغط الدم تنتج مضاعفات خطيرة أبرزها (نقص التروية القلبية- فشل الكلى- النزيف الدماغي- الجلطة القلبية وفشل القلب) وما إلى ذلك من المضاعفات.
وللعلم لا توجد أعراض خاصة تشير إلى ارتفاع ضغط الدم فقد يشكو الشخص من ألم في الرأس أو من دوخة ويكون ضغط الدم لديه طبيعيا وعند بعض الناس يكتشف ضغط الدم صدفة لدى قياسه أثناء الفحص الروتيني ولذلك سمي بالقاتل الصامت.
هناك- بالطبع- علامات مميزة لارتفاع ضغط الدم وهي وجود صداع في الرأس يكون مستمرا من الصباح الباكر وحتى منتصف الصباح أو الشعور بصداع عند التوتر العصبي أو الإرهاق أو القلق وهذا النوع من الصداع يكون في موضع مؤخرة الرأس وينتشر إلى قبو الجمجمة وقد ينتاب المريض بارتفاع ضغط الدم- أيضا- ثقل في الرأس وأرق(قلة النوم).
بينما ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى قسمين:
– ضغط الدم الأولي (الأساسي): يصيب الفئة العمرية فوق الأربعين وأحيانا يصيب ما دونها ومع أنه الأكثر شيوعا إلا أن أسبابه غير معروفة.
ومن العوامل التي تساهم في تطوره لمن لديهم قابلية وراثية للإصابة :
– السمنة.
– التقدم في السن.
– عدم ممارسة الرياضة أو العمل العضلي.
– التدخين.
– الإدمان على المسكرات والمخدرات.
– زيادة نسبة الدهون بالدم- الإفراط في تناول الملح في الأكل. كذلك تسهم فيه وفي تفاقمه بعض الأمراض مثل (داء السكر تصلب الشرايين).
– ضغط الدم الثانوي: لا تتعدى نسبة الإصابة به (10%) من مجموع مرضى ضغط الدم وأهم مسبباته أمراض الكلى واختلال الوظائف الهرمونية للغدد الصم بالجسم.
غير أن هذه الفئة إذا ما شخصت أمكن معالجتها تماما بمعالجة السبب.
وباعتبار ضغط الدم في تغير مستمر على امتداد اليوم فيرتفع أكثر تارة ثم ينخفض قليلا- تارة أخرى- أو يعود إلى المستوى الطبيعي فإنه يشخص من قبل الطبيب بعد قياسه مرات متعددة في أوقات مختلفة حتى يستطيع معرفة ما إذا كان من يخضع لهذا القياس مصابا بارتفاع ضغط الدم أم لا.
وبدورنا ننصح كل من تجاوز عمره الأربعين عاما بقياس ضغط دمه ولو لمرة واحدة في العام من قبيل الاحتياط والتأكد من وجود ارتفاع ضغط الدم من عدمه فالأمر في غاية السهولة لتوافر أجهزة قياس الضغط في الصيدليات وعيادات الأطباء وهي سهلة الاستخدام

قد يعجبك ايضا