صرخات ألم وأمنيات تستجير بأرباب الحوار

استطلاع وتصوير أسماء حيدر البزاز


استطلاع وتصوير / أسماء حيدر البزاز –

أكثر من مليون ونصف المليون مهمش يعلقون آمالهم بالمتحاورين ويطالبون بالعدالة والمواطنة المتساوية

هم بسطاء في مطالبهم, عظيمون بصبرهم وجلدهم, لهم آمال وتطلعات يحيكونها بمقدار حلكة معيشتهم وتجهم الجهات المعنية وكأنهم في صراع من أجل الحياة, نفثوا معاناتهم وخطوا أمنياتهم عبر هذا الاستطلاع مع المهمشين والبسطاء والباعة المتجولين آملين إيصال مطالبهم إلى أرباب الحوار ..
مشير المشرعي – ناشط لنصرة قضية المهمشين طالب بتوفير أراضي لهم تؤمن لهم معيشتهم واستقرارهم وتحميهم من أي بطش واعتداء كما حدث مؤخرا مع مهمشي الضالع :
مبينا : العشرات من المهمشين لهم حوالي عشرين عاما في منطقة دمت محافظة الضالع ومنذ أيام جاء إليهم أشخاص وانذروهم بالخروج من الأرض خلال مدة أقصاها يومين بحجة أنهم أصحاب الأرض فتقطعت بهم السبل بعد أن طرقوا جميع الأبواب حتى وصلوا إلى مكتب المحافظ ولكن لم يستطيعوا مقابلته وأخرجوهم من مبنى المحافظة وبعد انتهاء المدة قدم إليهم أشخاص مسلحين ومعهم “شيول” وقاموا بهدم خيامهم وجرفها والاعتداء على كل شخص حاول منعهم فلم يجدوا ملجأ بعد ذلك سوى الشوارع والجولات !! .
وأضاف المشرعي: فهل يلتفت المتحاورون اليوم إلى هذه المطالب البسيطة أم أننا سنظل خارج قوانين البشر !!

(خادم وعادة يتكلم)
محمود رزق الله – أحد المهمشين السود في اليمن أوضح بقوله: عندما نقوم – نحن – المهمشون السود بالمطالبة بحقوقنا أو مناشدة مؤتمر الحوار النظر إليها أو الدفاع عن ظلم يحل بنا كان الجواب وللأسف الشديد من البعض (خادم وعاده يتكلم).
فهل معنى أن الله خلقنا سودا تكيلوا لنا الشتائم وتتعاملون معنا بمختلف الإهانات ولا يحق لنا حتى مجرد الكلام !! وكأننا خلقنا للأكل بل أكل فتات موائدكم إذا تفضلتم به علينا, نريد مواطنة متساوية فنحن عباد الله سواء –ما ذنبنا اذا كان لوننا اسود هل اللون ينهي حقوقنا كمواطنين هل لوني سبب تعاستي و تعاسة آلاف المهمشين ¿!!
وأورد مثالا لبعض ما يعانوه من الظلم والتهميش قائلا : سيول المطر مرت من عند بيوت بعض الشخصيات الراقية في المجتمع وهذا الممر تاريخي للأمطار لكن تضررت منه جدرانهم الحديثة فأرادوا استحداث طريق إجباري بالحفر بواسطة جرافات يمر بجانب بيوت المهمشين والبسطاء من الناس الذين إذا سقطت (طوبة) لن يستطيع إعادتها إلا بمشقة فقمت ضاجا مستنكرا لأني أحد المتضررين فهبوا في وجهي قائلين (خادم وعاده يتكلم تعلم كلمتين شاف نفسه بشر) !!

نريد تعويضا
علي نجيب أحمد الشرعبي – منذ سبع سنوات وأنا على هذه ( العربية ) هنا في الحصبة التي لم نسلم فيها من الاعتداءات والسلب والإهانات وأثناء حرب الحصبة خسرت ثلاث عربيات وثلاث بسطات ممتلئة بمختلف البضائع ناهيك عن الحملات اليومية للبلدية والتي تتعامل معنا بكل قسوة وبدون سابق إنذار, فمطالبنا من مؤتمر الحوار هي مطالب بسيطة تعويض ما خسرناه إزاء الأحداث والحروب الأخيرة وإيجاد بدائل أو سوق يجمعنا لأن هذه العربية مصدر رزق وعيش لي ولأسرتي البالغ عدد أفرادها بالعشرات!!
وأما علي النفيعي – بائع متجول آماله معلقة على طاولة الحوار بتعويضه الملايين التي خسرها أثناء الأحداث التي مرت مبينا : خسرت أكثر من ثمانية مليون محلاتي بأكملها دمرت وتوجهت بعد ذلك إلى البسطات ولكن الأحداث والبلدية ورجال القسم أفقدوني 14 بسطة فإلى متى سنظل نمتهن وتهمش مطالبنا !! لا نريد منكم سوى نصرتنا وحمايتنا من هذه الحملات الظالمة بتنظيمنا في مكان مناسب نطلب الله فيه, لأن كل واحد من هؤلاء البساطين يعول أسرة وظروفهم المعيشية صعبة فإلى من تكلوهم, أرجوكم أمنوا عيشة البساط !

نريد فرص عمل
الأخ عبد الله عز الدين يعمل في سقاية المارة بمختلف العصائر والمشروبات يقول : كنت مغتربا في السعودية ولكن نتيجة الأوضاع الأخيرة المضطربة وتكلفة نظام الكفالة الباهظ الثمن عدت إلى اليمن ومع إنني خريج جامعي ومعي شهادة بكلريوس إلا أن طابور الانتظار لم يعد يجدي أمام الخدمة المدنية فلجأت إلى هذه المهنة التي لطالما نتعرض فيها للمضايقات والابتزاز.
وتابع عز الدين حديثه : ليس لدي طلب من المتحاورين سوى إيجاد فرص عمل للشباب خاصة أولئك المؤهلين وذوي الكفاءات منهم, لأنه من الظلم أن ينتهي كفاحنا العلمي إلى الرصيف !!
وهذا هو حال عادل الصعفاني وأمين المعلم وغيرهم من خريجي الجامعات الذين اتجهوا إلى البسطات والدراجات النارية وحملونا نفس الرسالة إلى المتحاورين .

اعتداءات جسيمة
ومن جهته أوضح فتح الرحمن الجسار – رئيس نقابة المهمشين والباعة المتجولين : أن مطالب المهمشين تتلخص في إيجاد فرص عمل لهم و

قد يعجبك ايضا