للمحاورين .. أيام حاسمة

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - على وجه السرعة تمضي بنا الأيام وهي لا تبالي بما نريد أن ننجزه في الفترة المتبقية لمؤتمر الحوار الوطني كزمن قياسي يختزل الحاضر والمستقبل معا بسرعة البرق انقضت نصف الفترة المقررة للحوار ولك أن تتخيل أيها المحاور ما الذي يجب عليك فعله حيال فرصة أخيرة ترتهن مصير الوطن
عبدالخالق النقيب –

مقال 

على وجه السرعة تمضي بنا الأيام وهي لا تبالي بما نريد أن ننجزه في الفترة المتبقية لمؤتمر الحوار الوطني كزمن قياسي يختزل الحاضر والمستقبل معا بسرعة البرق انقضت نصف الفترة المقررة للحوار ولك أن تتخيل أيها المحاور ما الذي يجب عليك فعله حيال فرصة أخيرة ترتهن مصير الوطن إنها المحطة الوحيدة التي لا نمتلك غيرها للخروج من هذا المخنق التاريخي المتداخل والأكثر تعقيدا وتراكما كيف لك أن تعمد إلى أسلوب جديد يليق بك وبطريقة تفكيرك ويرتقي بعقليتك إلى المستوى الذي يوازي جسامة وعظم المسؤولية التي بين يديك قد حان الوقت لتشحذ ضميرك الوطني وتعمل على تنقية سريرتك الداخلية اخلع عنك اعتباراتك وحساباتك الشخصية تجرد عن كل ما هو ليس للوطن.
الوطن يعيش حالة من التيه والشرود بفعل سخافاتنا وترهاتنا وفداحة ما نقترفه من مآثم وحماقات حتى أغرقناه بالعبث وأفسدنا ملامحه الجميلة وأنهكناه بأزماتنا المتلاحقة ونحن أمام أيام حاسمة ولا بد من فعل شيء إزاء عجزنا في ابتكار ما يمكن أن يعيد الحب والبسمة والدفء والفرح والشعر والجمال والروعة لهذا الوطن.
صرنا نتشبث بالحوار الشامل ونجمع عليه كما لم نجمع على شيء من قبل إنها فرصتنا الأهم لنعيد صياغة المستقبل كما يجب لا كما نريد لنكن ولو لمرة واحدة عقلاء بما يكفي لتتفتح أمامنا كل المعابر الضيقة فلم يعد ثمة خيار آخر عدا اجتياز المحطة السانحة بين أيدينا والتي يلتفها كثير من الغموض وتثقل كاهلها قضايا شائكة لا يجدي معها شيء سوى أن نلتقي عند المصلحة الملحة للوطن وأن نعمل بتفان وإخلاص ومثابرة وصدق لنكبر ويكبر معنا اعتزازنا بالوطن ,, محزن أن أستجدي منك أيها المحاور حبك للوطن أو أن أمضي في تحريضك لانتزاع ولائك للحزب والمرجعية والتخلي عنها لصالح أن تشعر بالرضا وتظفر بأخلاقيات أنت بأمس الحاجة إليها اليوم
انتصف الزمن المحدد للحوار وابتدأ العد التنازلي لانتهاء مدته المقررة الوقت لا يحتمل مزيدا من التسويف والتهافت الشخصي والافتقار للكياسة ثق أن كل تفكير مستميت في الماضي هو خيانة للحاضر لك وعليك أن تفهم جيدا أن النجاح الصوري لمؤتمر الحوار الشامل يعد فشلا ذريعا وأننا بذلك قد أهدرنا فرصة يستحيل تكرارها رجح كفة الوطن في عقلك وضميرك وكل ما تفكر به لتحظى بفرصة أفضل تتمكن بها من فعل شيء جاد يخدم المجتمع ويلامس هموم الناس ومشاكلهم وتضع بصمة واضحة في جبين المستقبل جرب أن تفي بالعهد الذي قطعته على نفسك عند أدائك قسم الحوار أمام الشعب والوطن وتذكر أننا في أيام حاسمة كهذه إنما نصنع مستقبل الأجيال ونرسم ملامح الغد.

قد يعجبك ايضا