القوة تخلق أزمات لا تصنع حلولا

باسم الشعبي


 - أثبتت التجارب السابقة من عمر اليمن المشطر ثم الموحد أن القوة كانت تنتج أزمات وتفاقم المشاكل وترحلها ولم تكن تصنع الحلول حينها بدليل أن اليمن اليوم وبعد مرور نصف قرن من عمر ثورتي سبتمبر وأكتوبر أصبح يواجه تركة ثقيلة من المشكلات أضحت أكبر من أن يستوعبها مؤتمر حوار واحد.
باسم الشعبي –

أثبتت التجارب السابقة من عمر اليمن المشطر ثم الموحد أن القوة كانت تنتج أزمات وتفاقم المشاكل وترحلها ولم تكن تصنع الحلول حينها بدليل أن اليمن اليوم وبعد مرور نصف قرن من عمر ثورتي سبتمبر وأكتوبر أصبح يواجه تركة ثقيلة من المشكلات أضحت أكبر من أن يستوعبها مؤتمر حوار واحد.
السير في نهج القوة والإقصاء لم يعد يجدي إذ أن الثورات الشعبية السلمية يفترض أنها جاءت لتؤسس لقواعد جديدة في التغيير والبناءاستبدال القوة بالحوار والإقصاء بالشراكة من أجل التأسيس لمستقبل جديد تستطيع معه اليمن مداواة جروحها وآلامها ورفع المعاناة عن كاهل الشعب وفتح صفحة جديدة عنوانها المصالحة الوطنية وإغلاق ملفات الماضي.
تقف القضية الجنوبية اليوم كأهم قضية وطنية أنتجتها أحداث وممارسات خاطئة على مدى عقدين ماضيين ولم تكن ستحضر بهذا الحجم الذي أصبح يقلق مستقبل اليمن لو توافرت رؤية وطنية حكيمة وإرادة حقيقية للإصلاح وبناء الدولة الوطنية بدلا عن استخدام القوة وتوظيف الإقصاء الذين انتجا كل هذه التصدعات والشروخ في الجسد الوطني وشوها المعنى الحقيقي للوحدة.
الآن اليمن تقف أمام مرحلة جديدة ويقف معها العالم كله آملا في الانتقال بها إلى عهد جديد من الاستقرار وبناء الدولةإنها فرصة تاريخية ثمينة صنعتها ثورة شعبية عظيمة وتضحيات جسيمة على اليمنيين استغلالها بشكل يحقق آمال وتطلعات الجماهير ويحافظ على كيان الدولة موحدا ما لم فإن البلاد ستغرق في اضطربات طويلة تهدد أمنها واستقرارها.
-تقول المؤشرات أن طاقات الدولة واهتمامها كان ينبغي أن تتجه صوب الجنوب وكان يفترض أن تبدأ هذه العملية منذ التوقيع على المبادرة الخليجية لكن للأسف ظل الوضع كما هو بل تفاقمت عدد من المشكلات واتسعت دائرة التذمر وهذا الوضع لا يساعد في جعل نتائج مؤتمر الحوار تلقى قبولا واسعا.
الجنوب بحاجة لمعالجات ضخمة بسبب ما تعرض له من إقصاء ونهب وتهميش وعسكرة الحياة المدنية وذلك بأدوات جديدة أكثر قبولا وموضوعية على أن تتجه هذه المعالجات صوب الناس لتعيد صياغة تطلعاتهم وآمالهم وفقا للمرحلة الجديدة إن القوة لا تصنع حلولا أكثر من كونها تفاقم الأزمات في الواقع.

قد يعجبك ايضا