الإعلامي الثوري!

عبدالرحمن بجاش


 - كنت كلما التقي أستاذي العزيز, بادرني: عادك ناصري¿, فابتسم من كثر ما تكرر السؤال وآخرون ظلوا يسألون كباطنيين لكنني طالما قرأته في عيونهم : أنت ماركسي .. حتى إ
عبدالرحمن بجاش –

كنت كلما التقي أستاذي العزيز, بادرني: عادك ناصري¿, فابتسم من كثر ما تكرر السؤال وآخرون ظلوا يسألون كباطنيين لكنني طالما قرأته في عيونهم : أنت ماركسي .. حتى إذا كتبت ثمة عمود خاص بحادث بسيط في أحد المستشفيات فقال لي المسؤول الكبير : أنت كتبته بتوجيهات من الحزب! فلم أعلق … حتى إذا جاء أحدهم : أنت بعثي وما فيش داعي لأن تخفي ……, خلاصة الأمر أننا كثيرين عانينا من التصنيف الذي يضعك غصبا عنك في خانة من الخانات ويتم التعامل معك على أساس انتمائك للخانة التي صنفك فيها من صنف – بتشديد النون – .
أحدهم تحولت أنا شخصيا إلى عقده لديه فكان كلما ذكر اسمي أو اقترح لموقع ما أو لموضوع ما .. بادر هو سريعا: هذا عادوا ماركسي!, ولم أكلف نفسي بالمطلق لأن أذهب إليه لأشرح أو أبرر أووو .. لم أعر الأمر انتباها .. لكنني أعرت انتباهي وفتحت فمي وانفي وكل حواسي وتداخلت المشاعر فصرت أضحك وربما بكيت بدون علمي كان عنوان الخبر مثيرا أو ملفتا للنظر إلى حد التقزز (الاعتداء على إعلامي ثوري)! .. كيف¿ يكون السؤال¿ كيف يكون هذا إعلامي ثوري .. والآخرين أين نضعهم¿ في أي خانة .. إذا لا زلنا في نفس المربع ننتج عقدنا .. والسبب أيها السادة أولئك الذي قفزوا إلى العربة وغيروا وجهة الأحصنة, الناس يراد لهم الآن أن ينتحروا, وأي شعب كما قال من قال لا يصل بفعله إلى النهاية ينتحر!.
لا جديد .. إذا .. نحن في المربع الأول وأن كنا لن نيأس مهما حاولوا أن يضعوا أكوام الحجارة في الطريق لأن الأمل هو البضاعة التي يجب أن نروج لها وهي ليست البضاعة الخاسرة التي نراها تدخل من المنافذ تعمل على دفع الناس إلى الانتحار الفعلي كون اليمنيون صبورين ويتحملون أكثر مما يتحمله البشر وهنا سرهم .
أعود مرة أخرى إلى ما يؤسس له من تصنيف جديد يوزع الناس بين خانات جديدة, ويهمني هنا سيئات تصنيف الإعلاميين ففي الوقت الذي صنف ذلك ولا أذكر اسمه واحترمه كشخص وزميل إذا كان صحفيا حقيقيا في الوقت الذي وضع في خانة (الثوريين) فأين نذهب بالباقيين¿, هل ستأتي لحظة يصبح التوصيف عاديا : ذاك صحفي رجعي وذاك ملكي وذاك إعلامي مشيخي وذاك إعلامي ماركسي وآخر إعلامي صهيوني وثالث صحفي ماسوني وخامس أو سادس ملعون ابن ملعون ….. أنا استغرب ألا يلفت مثل ما نقرأه ونراه الأنظار لنقول على الأقل (هذا غير صحيح) ( هذا خطأ) …. لأقول أنا الآن وسأظل أقول أن الإعلامي إعلامي مهني أو لا مهني صحفي متميز أو من بضاعة هذه الأيام مع الاحترام لأصحاب الجهد والمهنية المتميزين حتى لا نخلط ولا نتكبر ….. لنحذر هذه التصنيفات ففي بحر الكلمة الجميع يبحرون فقط هناك من يجيد العوم وآخر تعود على السباحة في المياه الآسنة .. هنا الفرق فقط …الإعلامي مهني ينتمي إلى قلمه …. أو لا مهني ينتمي إلى الشيطان الرجيم ….

قد يعجبك ايضا