مرثون الفتاوى

عبد الرحمن عبد الخالق

 - 
الفقر الجوع الظلم الاستبداد الخوف.. وغيرها مما يستلب الإنسان مفردات بمحمولات اجتماعية مثقلة بالمعانات لا توجد خارج الزمن ولا خارج المكان أي أنها موضوع لصراع
عبد الرحمن عبد الخالق –

الفقر الجوع الظلم الاستبداد الخوف.. وغيرها مما يستلب الإنسان مفردات بمحمولات اجتماعية مثقلة بالمعانات لا توجد خارج الزمن ولا خارج المكان أي أنها موضوع لصراع الإنسان صراع ينشد التغيير كديمومة وكسمة من سمات الحياة التي يقابلها نمط من التفكير المعطل والمعطöل في آن هو نمط الثبات –حسب نصر حامد أبو زيد- الثبات كقيمة تعني مقاومة التغيير والنفور من التطور. ومبتغى الإنسان من هذا التغيير هو التحرر من ربقة الاستلاب بكل أشكاله والسعي لخلق مجتمع إنساني ينتفي فيه استغلال الإنسان للإنسان فضلا عن صراع الإنسان مع الطبيعة للتحكم في قوانينها وتطويعها لمصلحته وهو ما حقق فيه انتصارات مشهودة متكئا على العلم لا غير.
أمام كل ذلك ثمة من يحاول نقل الصراع – يأسا – من الأرض إلى عنان السماء مستغلا جهل الناس وقرونا من القهر المستلöبö لإرادته والمعطöل لعقله وبالتالي لقدراته بحيث يبقى دوما تحت طائلة الخوف من المجهول فيسهل تطويعه لإرادات بشرية لا علاقة لها بالسماء ولا بالإيمان..
لذا نرى الأرض تمطر بالفتاوى الصاعقة كلما أوشكت أن تينع وتتجاوز الممكن فتاوى مرعöبة تسعى لتكفير الناس وإهدار دمهم على يدö جماعة أو آحاد لöمجرد الاختلاف في الرأي أو للاستقواء على الآخر في سبيل تحقيق مكاسب سياسية على الأرض وليس ببعيد عنا الفتوى سيئة الصöيت التي أطلقها أحد الشيوخ من (وعاظ السلاطين) حسب تعبير المفكر العراقي الدكتور علي الوردي أجاز فيها استباحة دماء الجنوبيين. وطال التكفير في اليمن كثيرا من المثقفين والمبدعين منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور حمود العودي والدكتور عبد العزيز المقالح بل واستخدم الدين والفتاوى لتصفية الخصوم السياسيين كما حدث للقائد الاشتراكي جار الله عمر الذي أغتيل غدرا على مرأى ومسمع العالم كله وتنحدر كثير من الفتاوى إلى مستوى مخاطبة غرائز الإنسان بصورتها غير السوية ما ينم عن هوس مطلقيها وهو مرض لا أظنهم يبرأون منه مثل فتوى (جهاد النöكاح) أو (جهاد المناكحة) وفتوى (نكاح الوداع) وفتوى (إرضاع الكبير) وفتوى أطلقها داعية سعودي يدعى الربيعي اعتبر فيها أن خلع المرأة لملابسها أمام زوجها يستوجب الطلاق وآخر ما صعقنا بها من فتاوى فتوى جادت بها علينا قريحة محمد عبد المجيد الزنداني منطوقها هو وجوب “الجهاد” في سوريا لما للجهاد في سوريا من أولوية على “الجهاد” في فلسطين, باعتبار أن الجرح الفلسطيني – حسب قوله – قد توقف نزيفه فأبدى بذلك جهلا في الدöين وفي السياسة معا.
على مرثون الفتاوى أن يتوقف تنزيها للدين واحتراما لعقل الإنسان!

وقفة:
خراتيت ومردة أحادية العيون
حدقة واحدة/ وقوة هائلة/
من الذي يشك في القدرة
الرهيبة لتلك القرون¿..
خبöئöي بياضك/ أيتها الطبيعة!

فيدريكو غارسيا لوركا

قد يعجبك ايضا