جدل المذكرات السياسية لقادة نوفمبر‮ ‬1967م

محمد صالح الحاضري


 - تأسست طريقة إعداد مذكرات سنان ابو لحوم على‮ ‬يومياته التي‮ ‬كان‮ ‬يكتبها منذ زمن بعيد وكأنما في‮ ‬جيبه دفتر أو عندما‮ ‬يذهب ظهرا‮ ‬ومساء‮ ‬إلى البيت‮ ‬يكتب ما قام به أولا‮ ‬بأول حتى أنه ذكر تفاصيل
محمد صالح الحاضري –

تأسست طريقة إعداد مذكرات سنان ابو لحوم على‮ ‬يومياته التي‮ ‬كان‮ ‬يكتبها منذ زمن بعيد وكأنما في‮ ‬جيبه دفتر أو عندما‮ ‬يذهب ظهرا‮ ‬ومساء‮ ‬إلى البيت‮ ‬يكتب ما قام به أولا‮ ‬بأول حتى أنه ذكر تفاصيل صغيرة مثل أن‮ ‬يوم كذا كانت العائلة مريضة فيقول أم طارق أو أم عبدالوهاب إلخ وغالبا ما أدرج مثل هذه الاخبار في‮ ‬يومياته على هامش نشاطه اليومي‮ ‬أنه قابل فلانا‮ ‬وإعطاه مائة شلن أو مائة ريال ثم‮ ‬يقول في‮ ‬ذلك اليوم كانت العائلة مريضة وذهبنا بها إلى المستشفى‮ ‬وعن نفسه‮ ‬يورد‮ ‬يوميات مثل جاءني‮ ‬فلان وأنا كنت زابلا متعبا‮ ‬أو متضايق نفسيا وقد شرح بنفس الطريقة خطبة محسن العيني‮ ‬لأخت سنان‮ »‬عزيزة‮« ‬وكيف جاء عبدالله الأصنج‮ ‬يتوسط للعيني‮ ‬إلخ‮.‬
وقد‮ ‬يبدو للبعض بأنها معلومات‮ ‬غير ضرورية لكنها في‮ ‬الحقيقة حميمية مثل واحد‮ ‬يأتمنك على أسراره الشخصية في‮ ‬كتاب مذكرات طبعت منه آلاف النسخ¿‮!‬
بنفس الطريقة حول حياته الشخصية‮ ‬ينقلك سنان إلى حياته السياسية وينشر كل رسالة وكل شاردة وواردة بينه وبين عبدالله ومجاهد أبو شوارب حتى أننا أعتقدنا أنه أغضبهما في‮ ‬إطاراتها قد تكون منه تصفية حسابات قديمة معهما وتوقعنا تعجيل الشيخ الأحمر بنزول مذكراته للرد بها على سنان ولكن بعد وفاة الشيخ عبدالله الأحمر نزلت مذكراته ولا شيء مما ذكرة سنان اعتبره الشيخ عبدالله‮ ‬يخرج عن طبيعة سنان المعتادة فقد اتضح من دراسة مذكرات الشيخ عبدالله أن ما ذكره ووثقه في‮ ‬مذكراته شيء عادي‮ ‬يعتز به الشيخ عبدالله فأنزل عبدالله من الوثائق والرسائل من نفس النوع أكثر مما أنزله سنان والظاهر أن سنان لم‮ ‬يقصد تصفية حسابات بقدر ما هي‮ ‬منه عملية جمع وتوثيق لكل ما وصلته من رسائل وما قام بها من نشاطات وأنزلها في‮ ‬المذكرات دفعة واحدة على عدة أجزاء‮ ‬وفي‮ ‬الحقيقة سنان نشر معلومات وحقائق مخيفة وكذلك الشيخ عبدالله ومحسن العيني‮.‬
لقد أورد أحمد محمد نعمان لقطات أيدها الشيخ عبدالله الأحمر في‮ ‬مذكراته دون ترتيب‮ ‬قد‮ ‬يكون ناجما‮ ‬عن قراءة الأحمر لمذكرات النعمان وإنما النعمان مثلا‮ ‬كان‮ ‬يسمي‮ ‬عهد القاضي‮ ‬عبدالرحمن الإرياني‮ ‬عهد بيت أبو لحوم لنفوذهم الواسع داخل نظام القاضي‮ ‬الإرياني‮ ‬بعد نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬وكانت ملاحظة فيها سخرية سياسية لطيفة لفترة رئاسة الإرياني‮ ‬ليس المقصود بها القاضي‮ ‬بل سنان‮.‬
أن النعمان أورد لقطات على شكل دبابيس أظنها مقصودة‮ ‬ولوحظ تأييد لها من الأحمر بشكل أظنه طبيعيا‮ ‬أدت إليه عملية تدفق السرد في‮ ‬ما‮ ‬يخص مثلا‮ ‬وقائع‮ ‬يشترك فيها أحمد محمد نعمان أو نجله محمد أحمد نعمان‮ ‬ولا داعي‮ ‬لذكر بعضها باعتبار وجودها في‮ ‬الحالتين ناتجا‮ ‬عن نظام تفكير‮ ‬يميني‮ ‬مقابل أن هناك نظام تفكير‮ ‬يساريا‮ ‬وكل منهما له اتفاقاته المنظومية على صعيد التفكير ومنظومية نعمان والأحمر واحدة في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق حتى بأشد المواقف صعوبة بين اليمين واليسار الجمهوري‮ ‬قبل‮ ‬1969م‮ ‬وهو التاريخ الذي‮ ‬انتهت عنده مذكرات النعمان‮.‬
لقد شهد القاضي‮ ‬عبدالرحمن الإرياني‮ ‬على سنان أبو لحوم بنفس طريقة النعمان والأحمر‮ ‬فقال في‮

قد يعجبك ايضا