سöر الكهرباء الذي لا يعúرöفه أحد !

خالد الرويشان


 - قبúل أيام , هاتفنöي صديق قديم من مدينة عدن . كان صوته محملا بعذابات الوقت وانقطاع الكهرباء ونار الصيف الحارق ! قال لي .. هل ما زلتم في صنعاء تبحثون عن مجúرمي ضرب الكهرباء وتتساءلون عن دوافع هؤلاء المجرمين ومنú يقف وراءهم !¿.. أجبúته : بالنسبة للبحث لا أعرف إنú كان أحد يبحث عن أحدú ! رغم أن أسماءهم
خالد الرويشان –

قبúل أيام , هاتفنöي صديق قديم من مدينة عدن . كان صوته محملا بعذابات الوقت وانقطاع الكهرباء ونار الصيف الحارق ! قال لي .. هل ما زلتم في صنعاء تبحثون عن مجúرمي ضرب الكهرباء وتتساءلون عن دوافع هؤلاء المجرمين ومنú يقف وراءهم !¿.. أجبúته : بالنسبة للبحث لا أعرف إنú كان أحد يبحث عن أحدú ! رغم أن أسماءهم مشهورة وأماكنهم معروفة ! أما عن الدوافع فإن البعض يصدق أنها مجرد طلبات شخصية وإبتزاز للدولة , والبعض الآخر يعتقد أن دوافع هذه الجريمة تتلخص في كونها عقابا يجب أنú يدخل إلى كل بيت ومحل وورشة وقرية ومدينة , وأنú يميت الملايين بالظلام وفي الظلام وتموت معها أحلام التغيير !
قاطعني صديقي الشاعر والفنان قائلا : المسألة أخطر مما تتصور ! إن الهدف من ضرب الكهرباء هو إقناع أبناء المحافظات الجنوبية بفك الإرتباط !… قلت له هذا غير معقول يا رجل ! ما دخل الكهرباء بفك الإرتباط ¿! فكوا رقبة الشيطان !
أجابني وصوته يقúطر حزúنا وعرقا !.. أنت تعرفني يا صديقي وتعرف أنني من مؤسسي الأحلام الكبيرة .. ولكن الكهرباء قوضتú كل شىء ! المعاناة عندكم غير المعاناة عندنا , والهدف نحن وليس أنتم ! وتهامة هي الهدف الثاني ! وساعة الظلام عندنا بمئة ساعة عندكم .. يريدون أن نقتنع في الجنوب بأنه لا فائدة من هؤلاء الناس ! ولا أمل في أنú يتغيروا أو يقيموا دولة ! يريدون أنú ننفجر بالغضب مع كل لحظةö حرú , وأنú نشتعل بالكراهية مع كل إطفاءة ضوء .. يريدون إقناعنا بأن الشعب كله مجرد قاطعي طريق ومخربي كهرباء !.. هل هي صدفة أن يتوالى ضرب الكهرباء بهذه الوتيرة وهذا الإصرار وفي الصيف الملتهب ومع امتحانات الطلاب والتلاميذ ¿
قلت له متسائلا : ومنú هم الذين يريدون !¿.. أجابني بعد لحظة صمúت .. الثلاثي المتكاتöفú : المنفذون المرتزقة , والمخططون الموتورون , والنائمون الصامتون !.. قلت له وقد نفد صبúرöي .. لمú أفهمú !
قال .. السيناريو قائم على ثلاثة محاوöر قاتلة : التخريب , وانعدام العقاب , والظلام !.. والهدف ألا يعرف الشعب ما يحدث ! وأنú يقتنع بأن شكل الدولة الحالي غير جدöير بالبقاء ! وللأسف فإن السيناريو على قدم وساق بالتوازي مع فعاليات مؤتمر الحوار الذي يبحث عن تصور جديد لشكل الدولة ! والتبرير جاهز ونعيشه جميعا ! فلا يمكن للمؤتمر أنú يقúنöعنا بالشكل الجديد المقترح إلا إذا تم تشوöيúه الدولة وتأكيد عجزöها ! وإلا إذا تلاشتú وتهاوتú وتساقطتú وتقطعتú بها السبلú ! وعجزتú عن عقاب بöضúعة مجانين !.. وربما عجزتú بعد حين عن دفع المرتبات بسبب السكوت على ضرب انابيب النفط وضياع مليارات الدولارات !
قلت له : أعترف أن كلامك متسöق ومخيف .. قاطعني قائلا : يا صديقي ! إن الأيام القادمة كفيلة ببيان كل شىء إذا كان هناك ضوء كي نفهم !.. هل تتابع التجربة العراقية الحزينة على الطريقة الأمريكية .. تقسيم الكعكة , والديمقراطية الطائفية والمناطقية المذهبية , والحرب على الإرهاب !..ماهو الإرهاب إذا لم يكن ضرب انابيب النفط , وأبراج الكهرباء وإشعال الغاز .. وقطúع الطريق ! نريد دولة أولا .. تأمل مجتمع اللا دولة في العراق .. لم تنفع الشعب العراقي مداخيل النفط الهائلة والتي تجاوزت المئة والثمانين مليار دولار ! فما يزال يشرب الماء الملوث ويعيش في الظلام وتتناثر أشلاؤه كل صباح تحت إهاب الديمقراطية العرجاء والطائفية الحاكمة والمليشيات المتقاتلة التابعة لمراكز قوى تقتسم ثروات البلاد ووظائف الدولة وبöحöصص محددة ! مثل تقاسم ثور مذبوح أرباعا وأثمانا في قرية لا تعرف اللحم إلا يوم العيد !.. قلت لصديقي الشاعر والفنان .. والحل ¿!
أجابني بصوتöهö المنúهكú .. أنú تستيقظ الدولة من غفúوتها , وتنúتبöه من غفúلتها ,.. وتشعر بمسؤوليتها التاريخية .. وأنú تحبط السيناريو القاتل لا أنú يحúبöطها .. بالضوء أولا , وعقاب الجناة ثانيا وفورا , وأنú تعلöن أن الوظيفة العامة متاحة بالكفاءة والإخلاص وليس بالحزبية والمحاصصة .. إذا فعلتú ذلك سأشúعر أن ثمة أملا ما يزال !

قد يعجبك ايضا