تنويعات..

محمد المساح


 -  يحث خطاه السائرة في الطريق وفي الروح أمل لا ينطفئ ورغم أن الدهر قد أخذ أغلب العمر وخبت شعلة الحياة أو هي على وشك الترمد كليا. يعرف ذلك مستسلما بطواعية اختيارية لا جبرية لمصيره المكتوب.. إن الوقيد تغوص في الرماد لكنها تشعل ذاتها في الروح جمرا متقدا.. يعرف أنه الهزيع الأخير من ليل العمر لكن هاجسا قويا يملأه غير مرئي فتمتلئ العروق بالدماء الحارة..
محمد المساح –

أمل
كان يبدو لهم قريبا قريبا جدا إلى حد أن الأيدي ستلمسه بعد قليل وأسرع المسافرون في درب الليل يحثون السير متعجلين في صدورهم يشتعل الأمل حريقا يغالبون اليأس والخور اللذين أضعفا النفوس..
لم يبق غير خطوة أو خطوتين ونصل يقول أحدهم.. لتقوى الإرادة يلفهم الليل الحالك والصمت الموحش.. والترقب ونقطة ضوء تلمع كنجم في البعيد وتختفي حينا.. تهبط القلوب في الضلوع.. يمدون الخطوة وخدر الإرهاق يسري في العروق الظمأ والجوع يستنزف ما بقى من طاقة ومن الأفق المظلم.. تبدد شعاع وأختفى.
هذا ليس بضوء يا جماعة.. هذا سراب ليل صاحب طائرة قال أحدهم بخفوت.. همدوا في أماكنهم والصوت يرن في الأذان سراب ليل.. نظروا جيدا.. في الظلمة.. اختفى ذلك البصيص.. الذي تصورته أنفسهم المتعبة بأنه ضوء تساقطت الأجساد بدون جلبة أو ضجيج.. امتدت الأذرع تتحسس شيئا ما.. ربما لكن الأذرع نامت بهدوء بجانب أصحابها.. وأطبق الصمت الموحش.. لم يعد هناك نفس غير صدى الصمت والليل.

قد يعجبك ايضا