هل اليمن بلد فقير¿!!

حمــود البخيتــي

 - سؤال عادة ما يتكرر ويتبادر الى الذهن ويمثل بإلحاح عند النقاشات او اللقاءات خصوصا مع من يتاح لهم زيارة بلادنا.
حمــود البخيتــي –
سؤال عادة ما يتكرر ويتبادر الى الذهن ويمثل بإلحاح عند النقاشات او اللقاءات خصوصا مع من يتاح لهم زيارة بلادنا.
الاقتصاديون يدركون ان اليمن أفقرت وليست بالفقيرة..والاستنتاج ليس ضربا من الخيال بل على ضوء معطيات عدة .. فكيف لبلد تمتلك هذه الامكانيات أن توصم بالفقر¿!
تتعدد الإمكانيات التي تمتلكها اليمن..فمن الثروات النفطية المتمثلة بالنفط والغاز واللتان لم تأخذ حقهما من حسن الاستغلال والإدارة الى الامكانيات الغير قابلة للنضوب مثل الامكانيات السياحية”سياحة الغوصسياحة الصحراءسياحة التسلق سياحة الطيران السياحة التاريخية والثقافية…..الــخ”.
إمكانية الاستفادة من الذهب الأبيض المتمثل بالقطن ناهيك عن الثروة الزراعية..أضف الى ذلك الثروات الأخرى التي كشفت الدراسات وعمليات البحث والتنقيب عن تواجد تمعدنات مهمة في اليمن من الذهب الرصاص الزنك النحاس الفضة النيكل والحديد والتيتانيوم وكذا وجود المعادن والصخور الصناعية والإنشائية بكميات كبيرة منها الحجر الجيري الجبس البرلايت البيوميس (حجر الخفاف) الملح الصخري الأطيان الصناعية الحجر الرملي السيلكي الأسكوريا الزيولايت الفلدسبار الكوارتز رمال السيلكا.
وعلى رغم أهمية هذا القطاع وحيويته في عملية التنمية إلا أنه ظل مغمورا ولم يستفد منه في دعم الاقتصادي الوطني على رغم تعدد الموارد المعدنية واقتصرت مساهمته في مجال عدد من الصناعات الإنشائية.
ثم ثروة الثروات في اليمن وهي الثروة السمكية حيث يرقد اليمن على شريط ساحلى يزيد عن 2000 كيلو متر وجزر تقترب من 200 جزيرة.. وتوضح الدراسات ان بإمكان اليمن أن يصدر ما يقارب 350000-400000 طن من الأسماك سنويا.
ما اوردته لا يعد إلا فيضا من غيضولا احيط في هذه التناولة بكل ما تمتلكه اليمن من ثروات تأتي في طليعتها الثروة البشرية المهدرة والتي هاجر منها الكثير مجبرين..فبعد ان كانت تهاجر من اليمن أياديه العاملة البسيطة الغير ماهرة للبحث عن لقمة العيش بعد ان ضاق بها الحال في بلادها ..نجد اليوم ان عقول اليمن ومبدعيها هي التي تهاجر تحت البحث عن تحسين الظروفوتحقيق الذات..لان العجول في بلادنا لم يدعوا مجالا لإبداع العقول.

من عجائب اليمنيين:
تسمع من الذين هم خارج الحكم نقدا لاذعا مدعما بالحجج القوية التي تؤكد ان اليمن بلد حبلى بالثروات وان القائمين على شئونها هم من افقروا البلد بجهلهم وسوء ادارتهم وبما مفاده ان اليمن “جوهرة بيد فحام”.
لكن مكمن العجب هو ما ان يصل أولئك الى الكراسي حتى تسمع نواحهم وتباكيهم على اليمن وإنها دولة فقيرة ويشحذون الهمم للاستجداء الذي يصل حد الشحاته.. وغض النظر عما يشكل إهانة لبلدهم.

خذوا العبرة:
عندما اجتاح اعصار “جونو” سلطنة عمان خلف وراءه دمارا كبيرا وضحايا..لكن ماذا كان رد العمانيين للدول التي اعلنت عن نيتها إرسال مساعدات فمع انها انسانية إلا ان الكبرياء العماني شكر واعتذر عن قبول هذه المساعدات واعتمد على الداخل في مشهد جسد المسؤولية المجتمعية للحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني..وخرجت السلطنة اقوى من الإعصار..بل ومضت في تبني ثقافة العمل الطوعي على كل المستويات وأقامت المؤتمرات والورش والتدريب على تعزيز ثقافة العمل الطوعي.

من ذاكرتي:
تعود بي الذاكرة الى مواقف تعرضت لها على لسان بعض من الضيوف الذين شاركونا فعالياتنا السابقة حيث كنا نحرص على تنفيذ برانامج سياحية للتعرف على بلادنا..وكم سمعت من تأنيب من محبين لوضع بلادنا مقارنة بانبهارهم باليمن.
محامية بحرينية قالت لى لا أدري ما اذا كنت اشكركم لإتاحة الفرصة لزيارة اليمن..أم اوبخكم لإهمالها..وأضافت بلدكم متحف مفتوح يحتاج الى لمسةلكنكم اضعتموها.
رجل اعمال خليجي في الإمارات قال لي “كيف تبحثون وتستنجدون الاستثمارات مع أن اليمنيين من أكبر المستثمرين لدينا”.

الخلاصة:
غصة ما بعدها غصة..لكن المعنيين لدينا يشعروننا وكأنهم في هذه البلد “ترانزيت” سيغادرونها في أقرب رحلة.
أبعد هذا مازلتم تمعننون في إفقارنا¿!!
ام أن هناك من يريد لبلادنا هذا الوضع¿!!
في كل الحالات يتم التنفيذ بأياد يمنية للأسف!!

قد يعجبك ايضا