الواقع.. والوهم

محمد المساح


 - إن وسائل الاتصال والميديا العصرية هن الأدوات الأساسية التي تجعل الواقع يفقد واقعيته إنه هو الذي يكمن وراء الوضعية التي تجعل الواقع يتلبس الوهم تجعله
محمد المساح –

إن وسائل الاتصال والميديا العصرية هن الأدوات الأساسية التي تجعل الواقع يفقد واقعيته إنه هو الذي يكمن وراء الوضعية التي تجعل الواقع يتلبس الوهم تجعله يتحول إلى المشهد إلى فرحة إلى سينما بحيث تغدو الشاشة صورة عن الواقع تغدو الواقع ذاته هي مباشرته وحيويته وحياته وتصبح الأحداث الجسام وقائع متنوعة تتكرر وتجتر مع ما يتولد عن ذلك من تهوين للأهوال.. بحيث يغدو إرتكاب الفظاعات وقتل المئات وانتهاك الحقوق واقتراف الجرائم من الأمور المعتادة المألوفة.. وتصبح صور الجثث المكدسة والأشلاء المتناثرة والبيوت المهدمة والحرائق المهولة وكل ما تخلفه الحروب والكوارث الكبرى مشاهد معتادة وأمورا مقبولة بل واقعا يوميا.. الشيء الذي يجعل الفرد يفقد حس التمييز بين ما ينبغي أن يفعل وما لا ينبغي ما يمكن أن يقبل ما لا يمكن ما بنبغي أن يقال وما لا ينبغي ما يلزم أن يستنكر وما لا يلزم ما يبعث على الألم وما لا يبعث ما يلهب المشاعر وما.. لا عجب أن تستوى الأمور فيغدو الوهم واقعا.. والشر خيرا والواقعي سرياليا.. ما قيل آنفا مجتزأ من تأملات ونصوص الكاتب المغربي: عبدالسلام بنعبد العالي.. من كتابة «في الانفصال» وهنا يعرض ما يتعرض الإنسان في عالمنا من هيمنة وسائل الاتصال والميديا العالمية على الفرد.. ويصبح الفرد هو نفسه الذي لم يعد «قادرا ولا في إمكانه أن يستشعر حقيقة العالم الواقعي ولا معنى ما يتم فيه وارتباطا بذلك الفرد الذي أصبح عاجزا عن تحديد صحة الخطابات حول العالم ومعناه إنه إذا الفرد الذي غدا مستعدا الآن يتقبل أي خطاب حول العالم.
الفرد الذي فقد القدرة على التفرقة والتمييز..
الفرد الذي فقد حس الاختلاف أي الذي أصبح يضع الأمور في سلة واحدة أصبح يسوي بين كل الأمور بين الكل الفرد الكلياني.

قد يعجبك ايضا