ولا شيء .. سواها ..!
بلقيس أحمد الكبسي
بلقيس أحمد الكبسي –
ولا شيء ..! سوى مساء مجعد بالحرارة والجفاف .. جحظت فيه مآقي بوحهما بالهذيان .. وانكسر الليل في رحابهما .. واستلذا عناق بوح يتجدل وله .
ولا شيء ..! سوى ثرثرة قلبيهما على همس كسير .. وليل بهيم .. وارتعاشة مفرطة حد الأنين . فجأة ألقت بعينيها إلى الأفق .. رمت جسدها إلى الضوء. وعانقت موتا أنيقا شبيها لجمال رونقها .. أهدته روحها على أنغام الحب.
ولا شيء …! سوى جسدها المسجى بين ذراعيه .. وروحها الملقاة على قارعة روحه .. وقلبه المصلوب بفقدها .. قطفها الموت بين دهشته بها .. وانبهاره باحتلالها لقلبه .. ارتعش بين يديها مهزوما .. مصلوبا بعجزه أمام فاجعة الموت .. الذي استلقى في قلبها .. واستبدت به.
ولا شيء … ! سوى قلبه السجين بها يتنحى .. ليصيخ سمعه لصمتها المشبع بالصمت يداعب سكونها .. ويدلل اختياراتها : للزهر .. للورد .. لرحيق العطر.
ولا شيء … ! سوى قلبه الساكنة فيه .. ينتصب فارها بالألم .. ليقتطف لدلال رحيلها باقة من نجوم يكلل بها سكون جسدها نسقها بإمعان .. طرزها بالقمر .. وضعها على صدر قبرها أكليل وفاء وعرفانا بالحب عزف لها أنين قلبه المكلوم فاجعة الفقد .
ولا شيء … ! سوى ارتشافه رحيقها الأخير وهو يشتم بقايا عطرها الساكن بين أروقتها الملائكية .. لفها بشرشف قلبها الأبيض .. احتضن فجيعته وحملها الى أرض الزنابق التي تشبهها .. لتسكن بجوارها ..لتكون جارتها .. آسرى بها إلى أرض لا تنجب سوى الزهر .. سوى الورود الخاشعة بالجمال.. وفراشات من حب .. وأزهار تقطر الشهد .. وشدو يعزف لحن الحياة .
ولا شيء … ! سوى وداع جنائزي مهيب مكلل بدمع قلبه .. غرسها في قبر من نور يحرسه القمر . اسقط بين يدي فاجعته يرتجف. وانتحب حد الانتشاء تخدر جسده وهو يلعق ذكريات تسكن مواجيده عندما تعثر بها فى قارعة نظرة خاطفة فلبس الحب قلبيهما وسرق شيئا من روحيهما فعانقا التية والحضور .. الفرح والسرور .. الشك واليقين .. الحياة والموت .. ! تجرع عرق دموعه دفعة واحدة .. وسكن بجوارها .. يسامر قبرها مع ليال تئن ثكلى.
ولا شيء … ! سواه وبركان غضبه .. وحمم حرقته .. و بقايا ورودها .. و قلبه الممرغ بتراب نثره على قبرها .. حمل كبريائه المنكسر وحمل بقاياه ورحل جسده عن مأوى خلودها .. بينما سكنت روحه جوارها..عاهدها أن تظل وردة قلبه العظمى لا شريك لحبها إلا قلبها .
وهمس لها : عل جسدي يخطئ طريقه نحو غيرك .. لكن قلبي وروحي نصب تذكاري لك وحدك.
ولا شيء … ! سوى حنين يستبد به فيأكل قلبه حد الثمالة .. لينتشي بوهم وجودها ولو طيف خيال. يسكنه الوجع وتسكنه هي . زرعها في حديقة قلبه وسقاها بدمه و نبضه لتبدو أكثر توردا وتوهجا .
ولا شيء … ! سوى توجس قلبه المهووس بها – حد النخاع – من دخيلة تخترقه .. ليضل وفيا بورده ووعده لها .. ليظل قلبه مقفرا إلا منها.
ولا شيء .. سواها ..!