جمال الطبيعة وقلاع التاريخ والعلم

محمد محمد العرشي

محمد محمد العرشي –
أخي القارئ الكريم.. آن لنا نحن اليمنيون أن نحافظ على البيئة بكل مكوناتها ولاسيما مدرجاتنا وجبالنا الزراعية وتربتها ونجرم تجريف تربتها سواء بنصوص قانونية أو عن طريق الأعراف. ولاسيما وهناك صحوة تشهدها بلادنا لقلع شجرة القات في محافظة صنعاء بمديريات حراز ومديرية بني مطر.. واستبدالها بشجرة البن وشجرتي اللوز والجوز.
وآن لنا أن نطلق حملة وطنية شاملة في كل مديرية وعزلة في جميع محافظات الجمهورية اليمنية للحفاظ على بيئتنا وتربة جبالنا ومدرجاتنا الزراعية التي أنشأها أباؤنا منذ الآف السنين وتخصيص أماكن للبناء السكني بحيث لا يكون على حساب المدرجات والتربة الزراعية.. إضافة إلى حملة لنبذ الدعوات الناعقة الضيقة الشطرية وندعو إلى وحدة تراب بلادنا وتكريس العدالة والمواطنة المتساوية بين جميع أبناء اليمن.
هل تعلم أخي أن التربة التي في المدرجات الزراعية التي في سفوح الجبال في البلاد المتحضرة يحافظ عليها كأنها جوهرة وتنقل إلى أماكنها بعناية فائقة ونحن نقضي على مدرجاتنا الزراعية بفخر واعتزاز وكأننا نقضي على أراضينا عن عمد وإصرار!!..

أخي القارئ الكريم …
عتمه: وردت في معاجم اللغة وقواميسها (لسان العرب شميس العلوم) العتم يكون فعالهم مدحا ويكون ذما جمع عاتöم وعتومö فإذا كان مدحا فهو الذي يقرى ضيفانه الليل والنهار وإذا كان ذما فهو الذي لا يحلب لبن إöبله ممسيا حتى ييأس من الضيف. والعتمة الإبطاء والعتمة ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق.
في هذا العدد نتناول مديرية عتمه وقد ضبطها القاضي المرحوم محمد بن علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) بضم العين المهملة والتاء المثناة من أعلى ثم ميم وهاء وقد وصفها بأنها مخلاف واسع خصب التربة عظيم المنتجات وقد ألحقها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) بيحصب العلو, وهي من أجمل مديريات اليمن فهي عبارة عن جبال شاهقة توجد فيها المدرجات الزراعية الخضراء الجميلة وتكثر فيها المراعي والغابات وتتخلل جبالها العشرات من الهضاب والوديان الزراعية وتصب مياهها في وادي رمع ووادي زبيد.
وقد وصفها الشاعر الكبير سليمان العيسى – شفاه الله وأطال عمره – في ديوانه (من رحلة الظمأ) من قصيدة بعنوان (عتمه) بقوله:
نعود إليك .. يا وطن الـ
جمال البكر .. يا عتمه!
نعود إليك .. نحتضن
الروابي .. ضمة ضمة
ونعصر من كروم الشعــ
ــر ما شاءت لنا الكرمة
ذرا .. بالعين نرشفها
وتدعو اللثمة اللثمة
ذرا .. كتتابع الألحا
ن في إلياذة ضخمة
شواهق .. تشرئب لها الــ
ـغيوم لترضع الحلمة
يحاورها العقاب فير
تقيها .. موهنا عزمه
ونسأل عشه
فيجيب إني موطن الحكمة
وتقع مديرية عتمة في محافظة ذمار جنوب غرب مدينة ذمار بنحو 52كم يحدها من الشمال مديريتا المنار وجبل الشرق ومحافظة ريمة (مديرية السلفية) ومن الجنوب محافظة إب (مديرية القفر) ومديرية وصاب العالي ومن الشرق مديريتا: مغرب عنس والقفر ومن الغرب محافظة ريمة (مديريتا مزهر والسلفية). وتتكون من العزل التالية: بروة بني أسد بني البحري بني بعيث بني حسين بني رفيع بني الزكري بني سويد بني عبدالصمد بني العراص بني عيوة بني الغريب بني غصين بني مرثد التام تهيجر الثلث جوفة حلمة وبني أيوب حمير ابزار الحوادث حويز الذراع الربيعة ربيعة بني بحر رصب السفل السلف الشرفي الشرم السافل الشرم العالي الشعوب الشقر وظلمان الصفاء ضورة العقد السافل العقد العالي عöلúي الشرقي(بكسر العين وسكون اللام) عöلúي الغربي(بكسر العين وسكون اللام) عمر الغربي والطفن الغربي والفجرة القبل القحصه القشب القعد كبيرة لكمة بني الحبيشي المصانع المطبابة المقنزعة المقرانة الناصفة النوبتين الهادلة هجارة يفاعة. تبلغ مساحتها 449كم2 وعدد المساكن 22.880مسكن وعدد الأسر 21.794أسرة وعدد السكان 145.284نسمة. وتتخلل هذه العزل العشرات من القرى ذات المباني الجميلة والتي تبرز التنوع المعماري المتناسق مع البيئة والمجتمع في اليمن كما تتخلل هذه العزل العديد من الأودية ومن أهمها وادي كريفه ووادي الثلوم ووادي حمله ووادي هدر ووادي جعر ووادي العشمري ووادي رفيع ووادي السعيدي. ومن أهم المعالم والمواقع الآثرية والتاريخية في مديرية عتمة ما يلي:
عتمه محمية طبيعية
نظرا للمكونات الطبيعية التي تملكها عتمة والمتمثلة في عشرات الوديان التي تسيل مياهها في معظم عزل عتمه وغطاء نباتي كثيف يمثل 80% من مساحتها والتناغم الحيوي بين المكونات المعمارية وحصونها وقلاعها المبنية في رؤوس الجبال الشاهقة