سؤال أخير للعروبة

خالد الصعفاني


 - لفت نظري في كلمة افتتاحية لرئيس الوزراء "بنيامين نيتنياهو" مع الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين" قوله " عقدنا اتفاقيتي سلام مع دولتين عربيتين وأملنا في عقد معا
خالد الصعفاني –

لفت نظري في كلمة افتتاحية لرئيس الوزراء “بنيامين نيتنياهو” مع الرئيس الروسي “فيلاديمير بوتين” قوله ” عقدنا اتفاقيتي سلام مع دولتين عربيتين وأملنا في عقد معاهدات أخرى مع الدول الأخرى .. نحن نحب السلام ولا يمكن عقد السلام إلا مع الأقوياء الذين يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ” .. انتهى كلام القائد الإسرائيلي المخضرم وعلق الرئيس الروسي بضرورة أن ينتهي التأزيم وأن لا يتكرر ما يزيد من تفاقم الوضع في المنطقة , وهي إشارة واضحة إلى أن روسيا لم يعجبها التصرف الإسرائيلي وخطورة أن يتكرر على الأقل في الوقت الحالي .. وبين سطور ما قاله الأول والثاني ماتت المشاعر العربية في حناجر الأحياء من العامة أما أساطين السياسة فقد شيعوا آخر كلمات التعاون والتضامن العربي الى أقرب “خزيمة ” ..
.. وفي برنامج آخر ذي صلة علق أكاديمي إسرائيلي على زيارة “نيتنياهو” إلى موسكو بقوله ” أهم ما في الزيارة هو اخذ وعد بعدم تسليم سوريا منظومة الدفاع الصاروخية “إس 300” التي بمقدور سلاحها أن يقصف طائراتنا وهي في طريقها للإقلاع أو حتى وهي تطير في أجواء الأبيض المتوسط “.. ويا امة ضحكت من سخفها الأمم المعنى الإسرائيلي واضح والرسالة أوضح – من حقنا مهاجمتكم متى نشاء وليس من حقكم أن تسقطوا طائراتنا , نحن نلاحق الإرهاب قبل أن يولد بقتل الأم فلا تقاطعونا, وليس مهما أن تهتموا بالسيادة الوطنية لأننا نحمي امن إسرائيل ..!
.. وأعجبني أن عزز فكرة الخبث في الطرح الإسرائيلي المذيع الروسي وهو يتساءل مع الأكاديمي السالف ” أنت تقصد وطائراتكم في حالة الهجوم أي تنوون الهجوم بها .. قال الأكاديمي : صحيح ..
.. تصعيد إسرائيلي تجاه سوريا مباشرة بشكل يفترض انه أساء للقومية العربية قاطبة لاسيما تلك الدول التي تسعى لإنشاء قواها الناعمة الجديدة .. وتصدع عربي وشقاق غير مسبوق جعل أمر الاعتداء يمر مرور اللئام حتى بيانات الإدانة أو التضامن الخجولة التي عهدناها في السابق اختفت .. ذهب النفاق السياسي وحلت محله القطيعة والشقاق السياسي ..
.. إسرائيل تدنس الأقصى للمرة الألف ,وتحاصر باقي الحضور العربي والإسلامي في فلسطين بتركيم الوحدات الاستيطانية وإعلانها الحرب على الديموغرافيا الفلسطينية بديموغرافيا يهودية صناعية من اجل القضاء على الإنسان بعدما قضت على البنيان .. !
.. سوريا اليوم كآخر قلعة عربية في المنطقة على وشك أن تكون ضحية عربية على غرار العراق أو فلسطين قبلهما , ولولا الحضور التوازني لروسيا والصين عن الشرق لكان الغرب بتعاون الشقيق قد ابتلع سوريا لصالح شيء أو لا شيء وبرز سؤال مهم في نظري الآن نفى أهمية طرح السؤال السابق عن حلم التوحد العربي – أصبح السؤال الجديد هل ستظل الدول العربية بنفس الرقم السابق 22 دولة أم ستزيد..!
.. وبعد هذه التراجيديا الحزينة والمهينة يبرز تساؤل الأحياء في الأمة التي كانت خير امة – أي دور بقي لنا كعرب كي نلعبه وقد غادرت قضية فلسطين مناهجنا وأصبحت في حاشية حضورنا السياسي والتعليمي وحتى الديني ..!
أخيرا:
.. الأمة العربية اليوم أضحت مكينة معطلة وفيما عدا النفط الذي يغذي التطور والتقدم العلمي لباقي المجتمع الدولي أصبحنا جميعا كعرب في بيت عزاء مفتوح نبكي كل يوم على جنازة .. وبينما ينتقص النص – نص والصغير من قيمتنا وحقنا, بقينا في حالة موات أو قولوا حالة موت سريري أقرب إلى الآخرة منه إلى الدنيا, وليتنا ننجح في امتحان تلك إن أخفقنا في امتحان هذه .. وشخصيا هذا هو السؤال الذي يحز في نفس العبد لله …!

قد يعجبك ايضا