الحوار ومعركة المفهوم

أ.د عبدالله أحمد الذيفاني

 - نعود في ختام الحلقات إلى حوارنا الوطني الشامل لنقول للنخبة التي أراد لها الله سبحانه وتعالى ومن ثم القرار السياسي والمناخ الثوري أن تكون في موضع تاريخي
أ.د/ عبدالله أحمد الذيفاني –
نعود في ختام الحلقات إلى حوارنا الوطني الشامل لنقول للنخبة التي أراد لها الله سبحانه وتعالى ومن ثم القرار السياسي والمناخ الثوري أن تكون في موضع تاريخي مفصلي يترتب عليه مخرجات محكومة على المدخلات للحوار وما يدور فيه من مناقشات وقراءات وتبادل الرأي والرأي الآخر المخرجات ستكون بلاشك محصلة ما يدور في المؤتمر الذي ينبغي على النخبة أن تستلهم تلك المسئولية التاريخية القيمية والوطنية وأن تدرس بعناية ما جرى ويجري في مصر وما جرى ويجري في سوريا وما جرى ويجري في ليبيا وما يجري من تحت الرماد في تونس والخروج برؤية موضوعية تستوعب من نحن وتقدم ما نريد لننتقل إلى اليمن الجديد الذي كثيرا ما نسمع عنه ويؤكد عليه الرئيس كثيرا ويقول أن مؤتمر الحوار هو البوابة لهذا الانتقال.
نحن هنا نؤكد على أن الحوار هو البوابة ولكن وفقا للوسيلة التي ينتقل بها المؤتمرون ويخرجون من حوارهم عليها من بوابة الحوار إلى واقع ما بعد الحوار والأمل معقود على أن يرتقي المتحاورون على صغائرهم ويرتفعون إلى الأمور الكبيرة المتصلة بالوطن ومصالحه العليا.
إن ما يخوفني وغيري هي تلك المناقشات الحادة والافتراقات الواسعة بين الفرقاء على قاعدة المفهوم والتي تجلت في فريق بناء الدولة وقضية الجنوب وصعدة والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي تغرق فيها المناقشات ويحتكم فيها إلى خبرات وافدة ويقفز البعض على الواقع وما يكتنز من موروث وقيم لا ينبغي تجاوزها فالديمقراطية بدون تحديد دقيق لمعانيها وضوابطها ستقود إلى معارك باسم الديمقراطية كما هو الحال اليوم في مصر فهناك من يقول بالشرعية القائمة على الانتخابات وهناك من يقول بشرعية الجماهير التي خرجت في 30/6/2013م وأمريكا المرجعية التي يتطلع إلى صوتها الفرقاء دائما في بلادنا والوطن العربي المسكين تقول رغم ما تمتلكه من إمكانيات علمية وخبرات أنها غير قادرة على توصيف ما جرى في مصر.
إن التجربة مرة والخسران لا يمكن تصوره لكل الناس وللدولة المصرية ومستقبلها. وبما يجعلنا نقول لفرقاء الحوار في بلادنا لا تؤسسوا لمستقبل الصراع ولكن عليكم أن تؤسسوا لمستقبل التوافق والأمن والتنمية لا تجعلوا حواركم حوار فئات لأن ذلك هو البوابة لمستقبل الصراع واجعلوه حوار قضايا لتكون البوابة مخرجا إلى المستقبل المأمول الذي يأخذنا جميعا إلى اليمن الجديد.
ولا يفوتنا أن نوجه نصيحة لمن وصل إلى قاعة الحوار ونقول له: لا تعتقد أنك صرت مهما وكبيرا بمن أوصلك إلى القاعة وعليك أن تؤمن إيمانا مطلقا أنك ستكون مهما جدا وكبيرا بكل المعاني إذا كنت مع الوطن الأرض والإنسان والمستقبل الخالي من كل أسباب توليد الأزمات وعلى الجميع تمثل قيم الثورة والتغيير والدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية دولة النظام والقانون والمؤسسات والشراكة الوطنية والتوظيف الأمثل للسلطة والثروة في بناء الدولة وتوفير العيش الكريم للمواطنين بمختلف مستوياتهم ومراكزهم الاجتماعية والجغرافية فاليمن فوق الجميع وكل من على هذا الوطن اليوم راحلون ولن يبقى لهم إلا ما تركوه من مآثر يحفظه لهم التاريخ فكونوا في صفحات النور ولا تكونوا في صفحات الأنفاق المظلمة.

قد يعجبك ايضا