لكم دينكم ولي دين
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
بين العبقرية والجنون شعرة كما يقولون وبين الدين وحلاقته ب ” موس” شعرة أيضا .. وبين أحداث مساجد السلام في عمران والريان والتيسير في العاصمة صنعاء وجبة كاملة الدسم من التطرف الديني والإساءة للإسلام والسلوك الضال في ممارسة الشعيرة والسنة وليس الأصل أو الركن الإسلامي .. هذا من جانب ومن جانب آخر هي وجبة دسمة على الجهات المعنية وعلى رأسها الوزارة الحاملة للواء الأوقاف والإرشاد أن تقترب منها وتواجهها بمسئولية دينية وأخلاقية وإنسانية أيضا لأن الاستمرار في مسلسل الفرجة لن يؤدي إلا إلى مزيد من تراجيديا تسفيه الآخر المشفوع بالدم اليمني المهراق على أسباب أكثر سفها من تلك الفرس التي أضرمت نار حرب داحس والغبراء في الجاهلية لعقود حتى أصبحنا بعدهم نستنكر ” ايش من عقول معاهم ليقتتلوا كل تلك السنين من اجل سبب كهذا ” في حين أننا مستعدون للوصول إلى جاهليتهم بسرعة الضوء و ” رجم ” مبادئ الإسلام وسماحته جانبا كتفاحة فاسدة والعياذ بالله ..
.. في شهر الصوم وفي غيره اليمن والإسلام ينتظر منا جميعا ما هو أهم من إشعال الفتنة بسبب إقامة سنة صلاة التراويح من عدمه حتى والحوادث متفرقة ولا ترقى لمستوى الظاهرة .. وفي الحوادث المأساوية في المساجد الثلاثة فريق يرى فيها ضرورة رمضانية وسنام تلك الضرورة في نظر هذا الفريق أن نفتح لها المايكروفونات بينما يرى فريق آخر أنها ليست إلا بدعة وإفراد أشرعة مكبرات الصوت لها ليس إلا وسيلة للترويج للخصوم .. والحقيقة أن وراء الفريقان أفكار متضاربة واعدة بأن تضر اليمن الإيمان والإنسان والأرض ومدخل لفتنة كبيرة لو استمرت فإنها ستحلق الدين على طريقة “الموس الهندي” الأصيل !! جماعة سنة إصلاح وسلف وجماعة شيعة من عنوان اكبر زيدي والغريب أن يجتمعا على لزوم الفتنة والنزاع الدامي في بيوت ثلاث من بيوت الله من اجل سنة يفترض أن يقوم بها من يريد بينما يتركها من يريد ولا خطأ في حظ كل طرف .. لكن الواضح أن الفعل السياسي كان حاضرا في عقول الفريقين أكثر من أي شيء آخر وعلى ذمتي خذوا هذا مني بكل وضوح ومباشرة ..
.. الم تصل المتنازعين أي من آيات تحريم دم المسلم التي تنضح بها سورة النساء مثلا.! ألم يدركا حقائق رمضان ومعانيه السامقة وفقط سنة التراويح أصبحت رمانة ميزان رمضان اليمني .. هذا يرى فيها الإيمان الكامل ورمضان المقبول في حين يعتقد ذاك أن إقامتها تسفيه له وتقليل من صومه ودينه ! أين هي عقول اليمنيين التي جلبت لنا ذات يوم قول الرسول الأعظم أننا أهل الإيمان وأهل الحكمة وأهل الفقه ..!!
.. وبالمناسبة يحدث هذا في بلدان أخرى في رمضان وغيره وليس من رسالة إلا واحدة تنفر من الإسلام وليس من نتيجة إلا وحيدة وهي إزهاق الدم الحرام في الأشهر والأماكن الحرام .. أصبحنا نعيش إسلام السنة والشيعة بدلا من إسلام محمد صلى الله عليه وسلم أو إسلام إبراهيم الخليل عليه السلام قبله .. أصبحنا نتقاتل باسم حبنا وقربنا من أهل البيت بينما لم يكن دين الله في يوم ما إلا عبادة لله وحدة وسلوك اقره ومارسه سيد الثقلين طيلة السنين الثلاث والستين التي تشرفت بها دفاتر تاريخ البشرية وان الشاهد في كل هذا هو التزام المسلم بالإسلام الحقيقي الذي أعلى من قيمة الإنسان وجعل كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وختمها رسول الإنسانية بقوله ” اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد ” ..
.. أما وزارة الأوقاف والجهات المعنية الأخرى فأمامها مهمة تاريخية في هذا الوقت الحساس من عمر امتنا اليمنية وهي مهمة الضبط والفصل لأن جديد المواجهة هذه المرة استلزم من البعض حضور التراويح بالكلاشنكوف وربما البطاقة المذهبية وكأننا في الفيليبين وليس في بلد عرف الإسلام برسالة واحدة وأصبح مسلما دون أن تراق قطرة دم يمنية واحدة .. ولو استشعر المصلون في المساجد الثلاثة أن ديننا للسلام واليسر ولن يدخل من باب الريان إلا الصائمون الحقيقيون ما استدعوا جاهلية النزاع باسم الإسلام..
أخيرا :
.. اللهم إني صائم .. وأعيش رمضان بالمكتوبة من الصلاة وما أظنه أكثر من الذكر والتأمل وبينهما أحفظ لساني ويدي من حق غيري وبهذا اعتقد أنني صائب .. لكنني لست مستعدا لتسفيه غيري إذا لم يصل التراويح أو صلاها كما أؤمن بأن الأهم من تلاوة القران عشرات المرات هو التأمل في هذا الدستور السماوي اليسير