واقع الأمة في رمضان
عادل عبدالصمد عبدالحافظ
عادل عبدالصمد عبدالحافظ –
• الدين الإسلامي هو دين الرحمة.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة من رب العالمين طبق الرحمة في كل سلوكه وقد بينتها أقواله وأفعاله لأن الرحمة تعتبر مبعثه وجوهر رسالته قال تعالى :» وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين « سورة الأنبياء وقال صلى الله عليه وسلم :» إنما أنا رحمة مهداة«.
ولم تبرح الرحمة قلبه الشريف حتى في أحلك الأقوات ومع أعدائه. ففي يوم أحد عندما حاول الكفار أن يغتالوه ـ نظر إلى أصحابه ورأى ما هم فيه من شدة وما هو فيه من شدة قال صلى الله عليه وسلم :» اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون«.
هكذا كانت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم حتى على من هم على غير دينه ومن ثم على المجتمع أن يمثل ذلك الخلق النبوي ويطبقه في حياته كما فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للمجتمع المؤمن الرحيم كما علمهم رسول الله قال تعالى:» أشداء على الكفار رحماء بينهم « (سورة الفتح آية 29) .
وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرحمة خلق إيماني عام يشمل جميع من في الحياة الرحمة بالإنسان الحيوان الطير الأرملة المسكين اليتيم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم حين جاء رجل إليه يشكو قسوة قلبه فقال له الرسول »امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين« رواه الإمام أحمد.
وكذلك أوصى الرحمة بالمرضى وذوي العاهات فالله تعالى يقول:» ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج« (سورة الفتح آية رقم 17)
كذلك أوصى بالرحمة بالخدم رفقا بهم حين قال لابن مسعود :» اعلم أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام« ثم يبين لنا أن الرحمة تشمل الحيوان أيضا رفقا به معطفا عليه.
نعم هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمطلوب أن تحول الأمة هذه الرحمة إلى واقع في رمضان حيث أن واقع الأمة يتنافى مع هذه الرحمة فالقسوة والغلظة داء سيطر على قلوب الأمة فهل من عودة إلى هذه الرحمة المحمدية في هذا الشهر الكريم فالفرصة بين أيدينا الآن في هذه الأيام المباركة لنتراحم ونجعل هذا الخلق واقعا نتعامل به فيما بيننا فاللهم ارزقنا الرحمة في هذه الأيام المباركة الطاهرة.
والسؤال أين هذا الخلق بين أبناء الأمة في هذه الأيام المباركة أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار¿!!.
عضو بعثة الأزهر الشريف في اليمن