نشوة كاذبة

معين النجري


 - يتعامل الطرف الذي يعتقد أنه خرج من "الربيع"منتصرا كطفل سلب أقرانه لعبهم مستندا إلى شريعة "من قوى صميله عاش" وهي الشريعة السائدة عند القبيلي والبلطجي والثائر
معين النجري –

يتعامل الطرف الذي يعتقد أنه خرج من “الربيع”منتصرا كطفل سلب أقرانه لعبهم مستندا إلى شريعة “من قوى صميله عاش” وهي الشريعة السائدة عند القبيلي والبلطجي والثائر والمسؤول قبل الربيع اليمني وبعده, غير مدركين أن مفاتيح السلطة وأدواتها تختلف بشكل كلي عن أساليب مراكز القوى غير المؤدلجة أو غير المؤطرة .
وأن السلطة الحاكمة هي المسؤولة عن تنظيف المجتمع من هذه الممارسات حتى تتمكن من بناء مجتمع مدني حديث قابل للتطور والتطوير.
متناسية أن هذه الطرق والأساليب في التعامل مع الآخر كانت أحد أهم المثالب التي لعبت عليها هذه القوى قبل وأثناء الأحداث التي أطاحت بالنظام السابق.
الغريب أن الطرف المنتصر ,بحسب اعتقاده, يكرر أخطاء الماضي ولا يحاول الاستفادة مما حدث ويحدث في تونس وليبيا ومصر وسوريا حتى لا نصل إلى ما وصلوا إليه, خاصة والعالم ينظر إلى التسوية السياسية اليمنية كتجربة ناجحة ويطمح لتكرارها في البؤر المشتعلة.
ثمة حالة لا وعي تعيشها بعض القوى كنشوة انتصار كاذبة وتتصرف على إثرها فتقع في الأخطاء بشكل يومي لتصبح مجبرة على الاعتذار أو المكابرة وبين الحالتين تتعرقل خطى العملية السياسية التي تسير ببطء , ويضيع على الوطن الكثير من الوقت في سبيل إشباع غرور طفولي يسكن البعض.
أمر آخر لا أدري كيف يمكن التعامل معه مستقبلا , إذ ترفض بعض قوى الحوار الوطني تقبل قوى أخرى متواجدة في الحوار لها تأثيرها وجماهيرها, وذلك بسبب التعبئة الخاطئة التي ظل البعض يمارسها منذ عقد تقريبا, في حين يفترض على جميع الأطراف السياسية في مؤتمر الحوار وخارجه تجاوز الماضي بكل أخطائه, هذا إذا صدقت النية لبناء يمن جديد يستوعب كل أبناء هو يتساوى فيه الحليق بالملتحي, والشمالي بالجنوبي,والأحمر بالأبيض, والتهامي بالجبلي.
كثير من الأخطاء يقع فيها بعض قادة أحزاب السلطة يمكن أن يكون لها نتائج كارثية على المجتمع, في حال يمكن تجاوزها بقليل من الإيمان بالآخر والتخلص ولو بشكل جزئي من الحقد.

قد يعجبك ايضا