هذا لا يكفي لتمكين المرأة!

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - فيما يبدو أننا لا زلنا نتعامل مع المرأة كأنثى مغلوبة على أمرها في مجتمع ينقصه الكثير أدرك أن حديثي لن يروق الذكور كثيرا ولن يعجب الساسة أيضا إلا أن الأهم من ذلك
عبدالخالق النقيب –

مقال 

فيما يبدو أننا لا زلنا نتعامل مع المرأة كأنثى مغلوبة على أمرها في مجتمع ينقصه الكثير أدرك أن حديثي لن يروق الذكور كثيرا ولن يعجب الساسة أيضا إلا أن الأهم من ذلك أن انطلاق المجتمع لن يتحقق إلا بتقدمه كمنظومة متكاملة والارتكاز على كل مقوماته ومعطياته وعندما تتحول المرأة إلى صانعة قرار ومصير وتصبح عالمة وسياسية ومهندسة ومفكرة وفاعلة في تغيير المؤشرات الاقتصادية سيتغير المشهد حتما.
نكتفي نحن معاشر الرجال بالغيظ كلما تهادى إلينا شيء من ذلك ويكتفي الساسة بمبادرات وخطابات تتملق حقوق المرأة وتعمد في الإسهاب لسرد الضرورات الداعية لإدماجها في حقل العمل القيادي والدبلوماسي ومساواتها بالرجل في صنع القرار كل ما نسمعه أو نقرأه من مبادرات تظل حبيسة الأوراق وهي في الغالب ليست سوى شعارات يتوارى خلفها مرام مؤقتة واستعطاف ناعم يحاكي مشاعر المرأة وأحاسيسها الانفعالية لمجرد استمالتها يستقطبونها بخطب رنانة تدغدغ أسماعها في مشهد انتخابي أو دعاية حزبية سياسية يتم اللجوء لها بغرض الاستعراض والتباهي فقط ومع كل حديث مشابه لا نشعر إلا بنوع من المبالغة المفتعلة وهي تتصنع التحضر.
مازلنا نكتب عن قضايا المرأة كما لو كنا مضطرين للحديث وللتجمل به لمداراة ذكوريتنا المحتدمة ولربما للتخفيف من وطأة انفعالنا كلما استمعنا للأصوات المنادية لانتزاع حق المرأة من الرجل الذي سلب منها كل شيء الأحزاب هي الأخرى تحشو مفردات أجنداتها واستراتيجيات برامجها السياسية برسم ملامح مستقبل المرأة الجديد حقيقة لا يبدو الأمر كذلك ولا يتعدى أكثر من كونه إجراء شكليا يضمن للأحزاب حضورا باهتا تلهث من ورائه لجني دعم وتأييد منظمات دولية ممولة هي تدعي أنها تصنع كل شيء فيما أفعالها تتناقض كلية وتتقاعس عن برامجها المعلنة.
لست هنا بصدد الإسهاب في دور المرأة كواجب منوط بها لصنع التغيير اللافت وإحداث ثورة ذاتية لنلمس منها الإنجاز والتحول إلا أني وإلى وقت قريب راهنت ومثلي الكثير على الكفاءة كمعيار لتمكين المرأة في المجتمع فمتى ما وجدت الكفاءة لدى المرأة فلها أن تتبوأ مكانتها القيادية التي تستطيع التعاطي معها لكن هذا لا يكفي إذ لابد من أن تتاح لها الفرصة الكافية لخلق وتنمية وإنتاج قدرات وكفاءات تتجدد وتتنوع بمرور الزمن ولن تصنع المرأة لذاتها الخبرة والاحتراف إلا باكتسابها من واقع الفعل الناتج عن الممارسة والتمكين.
إن لم يشارك المجتمع في صناعة كفاءات وقيادات نسائية فلن يكتشفها بمحض الصدفة والتجربة الواحدة لا يجب أن نحكم بها.

قد يعجبك ايضا