المجتمع الفاعل في خضم الحوار الوطني الشامل
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
لم يعد الحوار مقتصرا على أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل ذلك أننا نرى ونتابع الإنجاز الأكبر بين يدينا وهو يتحقق أيضا بصورة إيجابية مبهرة في النقاش المفتوح حول حاضر ومستقبل البلاد على أكثر من صعيد وفي العديد من الحقول الفكرية والسياسية والاجتماعية سواء في الميديا واللقاءات الجماهيرية المحدودة والموسعة وحسب اندفاعات المشاركين سواء بالكتابة في الصحف السيارة أو المشاركة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي العشرات من الندوات وورش العمل بمساهمات ايجابية مباشرة من ذوي الفكر والاختصاص والعلم والمعرفة كأساتذة الجامعات والباحثين ومختلف الكتاب وأصحاب الرأي والعلم وقد جرى بعضها عن وعي صادق وعميق بالمسؤولية الوطنية التي يحفز عليها مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمبادرات ذاتية فردية ومجتمعية ذات قيمة معتبرة وإن جرت معظمها بأسلوب غير منتظم بصورة عامة غير مبرمجة ولا حتى موثقة وقد أسهم في هذه المشاركة الإيجابية أطراف خارجية عربية وأوروبية وأميركية إلى جانب مشاركة بعض السفراء المعتمدين في بلادنا في البعض منها.. وكلها تحتاج إلى من يستطيع استخلاص تقرير متكامل عنها بعد وضعها في فهرس موضوعي واضح ومن ثم الترتيب بما يمكن تسميته إيجاز لمعطيات النقاش العام حول مستقبل البلاد على ضوء المهام المنوطة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل!.
والأهم في هذا الصدد المؤتمرات النوعية كما بالنسبة للاجتماع الأخير الذي نظمه قطاع المرأة وما صدر عنه من توصيات واضحة تم رفعها لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وبالقياس عليه كان يفترض العمل على تذليل الصعوبات لعقد مؤتمر خاص بالشباب ورؤيتهم لمستقبل البلاد يكفل نوعا من المشاركة الواسعة لهم ليقولوا كلمتهم في صورة وثيقة واضحة ومحددة يتم الاستفادة منها في مؤتمر الحوار الوطني ومناقشتها مع الشباب أنفسهم واستخلاص ما يمكن الاستفادة منه في أعمال فرق العمل وفي التعديلات الدستورية وفي قرارات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني الشامل!! لتكون مستوعبة لرؤيتهم الواقعية الدقيقة وأهم احتياجاتهم والسبل المتاحة عاجلا لحل مشكلاتهم!!
ولكن ما الذي يدل عليه هذا الزخم الفكري والسياسي الكبير بعطاءاته الجمة أكثر من توفر الوعي الوطني الراسخ والمتفاعل الذي لم تعد تحتكره الأحزاب والتنظيمات السياسية والذي يشهد بأن بلادنا التي احتلت مكانة مرموقة على خارطة الوجود الإنساني المعاصر بفضل إعادة تحقيق الوحدة وتحصينها باختيار نهج الديموقراطية والتعددية السياسية والحزبية وانتشار مؤسسات المجتمع المدني وقبل ذلك بالإيمان بقيم الحرية وحقوق الإنسان والانتصار الذي تم تحقيقه في عملية التغلب على الأزمة السياسية بصورة إيجابية محمودة باختيار وإرادة الأطراف السياسية المتنازعة وبعون محمود ومشكور من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبفضل المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة لها والتئام مؤتمر الحوار الوطني الشامل وسير أعماله بخطى متقدمة وواثقة .. كلها قد أوجدت الدوافع المحركة لكل قوى المجتمع اليمني الفاعلة لتسهم بقدر استطاعتها وبقدر استضاءتها لإخراج الحلول المطلوبة لكافة القضايا والمشكلات القائمة بما في ذلك رؤيتها لكيفية معالجة المهام والأهداف التي ينشغل بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل..فهذا الزخم الوطني الكبير في التفاعل الحواري والمبادرات الذاتية بدوافع من الشعور بالمسؤولية والإيمان بأهمية المشاركة المجتمعية والحرص على المساندة المقصودة والمفيدة بالرأي والفكر والمقترحات المحددة لتدفع بكل الأعمال عن قصد وإصرار من أجل ضمانة إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل كحتمية لا مناص منها في جوهر الإرادة الشعبية اليمنية كما تفرضها وتدفع نحوها اللحظة التاريخية الراهنة.. ولا حاجة لنا مطلقا لاستدعاء ميراث الإنجازات الشوروية العميقة في تاريخ شعبنا التليد.. والحديث والمؤتمرات الحوارية الجامعة والناجعة برغم اختلاف الظروف وصور المعاناة.. وحالات النضوج السياسي ومستويات الوعي الوطني وجوهر ما يحكيه المشهد التاريخي العام اليوم!!
نعم إن هذا العطاء الفكري والسياسي والثقافي العظيم الذي تزخر به فعاليات ونشاطات المشاركة المجتمعية التي قد يصعب رصدها بكل تفصيلاتها وتوثيقها بصورة كاملة و- نحن لا نقصد الكم بل نبحث عن الكيف والنوعية الايجابية الراقية -تمثل تطلعا أكيدا لتحقيق النتيجة المباركة بالسعي العقلاني المشكور للمشاركة في صنع تلكم النتيجة صورة العافية المجتمعية ويقظة المفاعيل المنتجة للرأي العام في خدمة إنجاح أعمال المؤتمر من خلال جعل معطيات هذا العطاء ولو في صور