آكلو حشرات وعمامات

جمال حسن


 -  مؤخرا دعا البرنامج الغذائي للأمم المتحدة إلى أهمية تناول البشر بعض أنواع الحشرات لمواجهة الأزمة الغذائية في المستقبل وتوفر بعض الحشرات بحسب البرنامج الغذائي للامم المتحدة البروتين الذي يحتاجه الانسان
جمال حسن –

مؤخرا دعا البرنامج الغذائي للأمم المتحدة إلى أهمية تناول البشر بعض أنواع الحشرات لمواجهة الأزمة الغذائية في المستقبل وتوفر بعض الحشرات بحسب البرنامج الغذائي للامم المتحدة البروتين الذي يحتاجه الانسان كما يمكن تكاثرها بصورة سريعة وبالطبع اختارت انواع حشرات لا تعيش في القذارات كالخنافس والجراد وفي اليمن البعض يأكل الجراد ومع ذلك يمكن للبعض عدم تقبل مثل ذلك الأمر فترات المجاعة تصوغ طبيعة أخرى للانسان بعضها وحشية والإنسان معرض لأشكال عدة من المجاعات بسبب الاحتباس الحراري وأشياء أخرى.
ما أقصد قوله ان العالم يناقش قضايا المستقبل كيف يمكن للانسان توفير غذائه وسط عالم مكتض بخفايا لا تسر.
بالتأكيد نحن اليمنيين مهمومون بقضايا أخرى اليمن واحدة من اكثر الدول تهديدا بأزمة غذائية وسيبلغ سكانها 61 مليونا عام 2035م مع ذلك لنتساءل في أجواء محتدمة بالغموض السياسي هل يمكن لليمن أن تبقى كما هي حتى عام 2035م : ماذا فكرنا لنواجه مشاكلنا بالنسبة لجماعات الدين تشغلهم قضية دفع الناس للصلاة.
انتشرت مؤخرا في صنعاء يافطات تنزع صفة الاسلام عن تاركي الصلاة وهذا تلويح قاسي باستخدام سلطة مسئولة على المواطن بحجة التأكد من إسلامه.
لكن ما العلاقة بين أكل الحشرات وتلك اليافطات هل هناك أي علاقة¿ سأتحدث عن بعض القضايا الأصلية التي تواجهنا في اليمن هناك عدد من الاسئلة كم من الساعات نعمل يوميا¿ لا أتحدث عن البطالة بل عن تقاليد العمل لدينا عند الظهر يترك اليمنيون كل شيء لشراء القات تتوه ساعات في مقايل مشوشة بأحاديث عشوائية يتنقلون في مواضيع دون أن تكتمل لديهم قضية اليمني محشور في الكلام حتى عندما لا يعرف ماذا يقول يمط كلمات لا علاقة ببعضها المهم أنه يتحدث ويكرر ما يقوله ليشعر أنه يتحدث.
في العالم يناقشون قضايا تهم المستقبل بعض تلك القضايا تتعلق باكتشاف الحياة في المريخ بعضها تحذر من كارثة بيئية بسبب التلوث لكننا نعيش اربعة قرون متأخرين عن العصر.
تجاوزت أوروبا مائة عام من الحروب الدينية كان يمكن للمسيحية أن تنقرض لولا مقاومة التنوير الفكري والفلسفي.
هناك دخل الناس مستوى معارك أخرى غطرسة قومية او ربما وطنية من الحروب الدينية وكوارثها إلى معارك ذات طابع سياسي يقول مونتسكيو أن الحروب الدينية لا تنتهي بفوز طرف عكس الحروب ذات طابع الغطرسة لأن محفزاتها تبقى مستمرة وحتى القمع ذو طابع الغطرسة اقل فداحة من القمع ذو الطابع الديني.
اليوم ندخل مرحلة مرعبة من الصراع الديني في المنطقة هناك حشد سني- شيعي ميدانه سوريا على صعيد مواجهة فعلية إلا أنه يأخذ بعدا أوسع تجييش بدعم سلطات دينية حاضرة سواء بعمامة ولاية الفقيه او فتاوى رعاة علماء السنة لكن هل يبدو أنني ذهبت بعيدا عن موضوعنا المتعلق بأكل الحشرات في اوروبا تزامنت الحروب الدينية مع عصر تنويري قاده عدد هائل من الفلاسفة والمفكرين العظام : كانت فولتير روسو ديدرو.
لدينا أزمة فكرية مازالت الأفكار نستوردها كما السلع يشكل طه حسين عنوان لحداثة عربية لكن أوروبا لم تقطع رأس ديكارت كما فعلنا مع رأس طه حسين هنا سلطة العودة للوراء تبدو أقوى هل للأمر علاقة مع طبيعة الانتاج.
سأقول لكم المستقبل يذهب لطرق تبعد كليا عن خطاب الاصولية الاسلامية هناك مشاكل تواجه البشرية تتخطى جماعات الهيمنة الدينية والسياسية في المنطقة
بالنسبة لمجتمعاتنا سننتظر فتوى دينية لتأييد اكل الحشرات ثم سيكون هناك اعتبارات فردية تتعلق باستساغة هذا الطعام أو لا أما أنا فلا أتصور نفسي انتظر صحنا من الخنافس المقلية.
يتغذى الاصوليون من ماضي قوي مازال يفرض تأثيره على الناس لكن إما أن يواجه الدين نفسه إشكالية عميقة أو ان الناس يستوعبون خلل الخطاب الأصولي لا معنى ذلك أنه دعوة لتقبل أكل الخنافس وغيرها من الحشرات لا تؤخذ الأفكار بتلك الطريقة الاعتباطية ما أقصده أن المسائل التي تثار اليوم تتعلق بأزمات ومشاكل خطيرة يواجهها سكان الأرض نحن أيضا نعاني من نقص المياه والغذاء كما من انفجار سكاني هل فكرنا في وضع معالجات أو علينا أولا فرز من يذهب للصلاة ومن لا يذهب لنصنف الناس ككفار ومسلمين وبالتالي خلق إشكاليات جديدة وتشويش على قضايا تتعلق بسبل عيشنا نحن في مرحلة تعيش فيها الاصولية الاسلامية انتعاشة خادعة لأنها كذلك تعيش منعطف فشلها كتيار سياسي ما أقصده بالطبع الاصولية الدينية السياسية سنية أو شيعي

قد يعجبك ايضا