في اليوم العالمي للسكان

عبدالرحمن محمد طاهر

 - لكي لا نصبح مجرد كائنات تعيش لتأكل فقط وتتحرك وفقا لغريزة البقاء وتمسي منبطحة لإشباع تلك الغريزة دون التخطيط لليوم التالي علينا أن نقف عند لغة الأرقام المخيفة
عبدالرحمن محمد طاهر –
لكي لا نصبح مجرد كائنات تعيش لتأكل فقط وتتحرك وفقا لغريزة البقاء وتمسي منبطحة لإشباع تلك الغريزة دون التخطيط لليوم التالي علينا أن نقف عند لغة الأرقام المخيفة ونلج الى تفاصيلها لندرك أبعادها ودلالاتها المختلفة وارتباطاتها بالمتغيرات الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى المناخية . من هنا فقط تصبح قراءة الأرقام وتحليلها وإبرازها في المناسبات والأيام الوطنية والعالمية هي الخطوة الأولى نحو التوعية الشاملة والمستمرة بأهمية قضايانا العامة بما فيها المشكلة السكانية وتبعاتها وضمن استراتجية شاملة ومنضمة متكاملة من السياسات ذات الجدوى تضع الحلول الشامله والمتكاملة والناجعة لهابعيدا عن الحلول الجزئية والترقيع وتتلازم مع توعية إعلامية مستديمة تحدد المشكلة وتدرجها ضمن اهتماماتها الدائمة وليس مجرد وظيفة تؤدى وحسب في المناسبات وحشد أصوات تتبارى لتشخيص قضية واضحة سبق تشخيصها كقضية السكان.
في اليوم العالمي للسكان يصبح للأرقام وحدها السبق في التشخيص وهي اللغة الأقوى في مناخ مجيد للغة الإنشاء وتزويق الجمل البلاغية وينشغل بسياسة القيل والقال في المقايل وينسى أن الأرقام تتضاعف والمشكلة تتفاقم ويصر البعض على أن كل شيء تمام .. بمناسبة اليوم العالمي للسكان نشترك بالحديث حول الوضع السكاني من خلال أبرز الأرقام في محاولة لدفع القارئ للمقارنة والاستنتاج بما قد تصير إليه الأمور مستقبلا اذ لم تعد زيادة السكان كعامل إيجابي يستقيم مع تناقص الموارد وتآكل الخدمات وفي ظروف كهذه اذا ما بقيت الأمور خارج السيطرة وبلا كوابح ..مع أسفنا بالقول بخطورة المشكلة السكانية في بلد متعدد الموارد الاقتصادية والبشرية غير المستغلة الاستغلال الأمثل..و……وخذوا نفسا طويلا وتابعوا التالي:
أرقام
كيف يبدو الوضع السكاني في اليمن في اليوم العالمي للسكانوفي ظل الأرقام والمتغيرات المختلفة ..
تشير الأرقام يا سادة يا كرام الى ان نسبة النمو السكاني في اليمن من أعلى المعدلات العالمية,حيث تصل الى5 3%سنويا حسب الاحصاءات الأخيرة لعام 2004 م ولأن نسبة الخصوبة عالية عند المرأة اليمنية وأن حوالي 50%من السكان دون سن ال15 وهم من الأطفال و46%من السكان بين سن 16 ـ 64 (مجتمع يافع وشاب)
كما يقدر متوسط حجم الأسرة بين( 7ــ 9) افراد ما يعني ارتفاع نسبة الإعالة بمعنى تحمل أعباء حجم الإنفاق على كاهل رب الأسرة المنفق على الأسرة (لأنهم من الأطفال والنساء ) وكيف يستقيم الحال مع بروز المؤشرات الأخرى كارتفاع معدلات البطالة وانخفاض فرص العمل وغيرها من المؤشرات وبخاصة في الأرياف التي تقدر نسبة السكان فيها بحوالي 76%من سكان اليمن حسب إحصاء 94 م .. ولقد أصبح الريف اليمني في السنوات الأخيرة طاردا للسكان لأسباب مختلفة أبرزها متغيرات المناخ وتناقص معدلات سقوط المطر الموسمي المصدر الرئيس للزراعة ويعزى ذلك لارتفاع حرارة الأرض هذه مجرد نماذج من الأرقام المخيفة وهناك أرقام سكانية متداولة ومعروفة تبرز أوضاع مجتمعنا اليمني والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها كأي مجتمع مر بمرحلة انتقال من مجتمع تقليدي الى مجتمع حديث ـ إن جاز التوصيف ـ على أن تلك الأرقام بما تعكسه من انتشار للفقر وتزايد معدلاته وكذا انخفاض معدل الدخل الى أقل من دولارين في اليوم يشمل أيضا غياب أبسط الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم و…الخ ..
دلالات
الخوف أن تتفاقم المشكلة السكانية ــ ولاتثبت على هذا الوضع ــ وتتضافر مع بقية العوامل الأخرى في ظل أوضاع سياسية واقتصادية هشة لتدخل دائرة مغلقة ليس منها فكاك حيث يصبح الخروج منها شبه مستحيلا على المدى المنظور اذا ما اقرينا بالعلاقات بين: زيادة السكان وتناقص الموارد الاقتصادية ,تفاقم الأزمات وصعوبة الخروج من دوائرها ومن تبعاتهاالمختلفة :فقر بطالة ..الخ
وإذا ما عرفنا بأن تخفيض نسبة النمو يبدو صعبا بين ليلة وضحاها ويحتاج لجرعات قوية من التوعية الذكية و مستمرة للوعي بخطورة المشكلة وهذا لن يتأتى الا بإحساس المعنيين انفسهم بخطورة المشكلة فالتوعية الإعلامية الذكية غير الرتيبة تبين بوضوح حقيقة الوضع ودلالاته وتدفع البسطاءللتفكير مليا بأن الولد بعد الولد في غياب القرش فوق القرش ينبئ بانفجار المشكلة على الجميع وبأن المشكلة ليست خاصة بل عامة و مرتبطة ارتباطا وثيقا بتناقص الموارد الاقتصادية وتدهور الخدمات العامة كالصحة والتعليم والعجز في الطاقة الكهربائية وارتفاع معدلات الأسعار العالمية وانعكاسها السلبية على اوضاعنا المحليه وشب

قد يعجبك ايضا