الحكمة ليست في العاصمة وحدها!

عبدالرحمن بجاش


 - حيث يسود التنوع أي بلد , وحيث لا أحد يحس به , وحيث تأتي فرقة فنية تمثل تنوع الساحل والسهل والجبل ويتم القضاء عليها بوحي من روح سياسية قاصرة, وحيث يكون في تهامة 35 مديرا للمديريات
عبدالرحمن بجاش –

حيث يسود التنوع أي بلد , وحيث لا أحد يحس به , وحيث تأتي فرقة فنية تمثل تنوع الساحل والسهل والجبل ويتم القضاء عليها بوحي من روح سياسية قاصرة, وحيث يكون في تهامة 35 مديرا للمديريات أو في أي مستوى وليس بينهم سوى 2 منها , وحيث يطلب ممن له زيادة 20 ألفا من الريالات في عدن أن يطلع إلى العاصمة لاعتمادها , فالحكمة لا تستوطن العاصمة, ما يوجب أن يبحث الناس عن صيغة جديدة لعقد اجتماعي جديد يؤدي أو يكون المدخل للشراكة , وشراكة حقيقية.
يجمع الناس وفي ورشة فريدريش آيبرت وعلى رأسهم أمين العاصمة ونحن كمشاركين أن الصيغة التي تحكمت في هذه البلاد طويلا أن لها أن تترك الفرصة لصيغة أخرى وجديدة تحكم المركز والأطراف , وأن كانت الفيدرالية فلم لا …. , قال السيد رينولد هربر وهو مستشار أول منتدى الاتحادات الفيدرالية: لم آت لفرض الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو اللا مركزية عليكم , أتيت لأقول هذه المزايا والعيوب وعليكم اليمنيين أن تقرروا ما هي الصيغة التي تناسبكم .
هذا كلام جميل حتى لا نظل نعجن وقت القات أن الصيغ جاهزة من الخارج وهو انعكاس دائم للعجز, وان كان الخارج سيفرض صيغته في اللحظة الضاغطة, حيث يظل اليمنيون يلتون ويعجنون , ويملون – بكسر الميم – , وحين يتعبون يقبلون أي شيء . ورشة مهمة عقدتها فريدريش آيبرت والشركاء المحليون , وتصب في النقاش الدائر حول أفضل الصيغ لأن تحكم هذه البلاد بها , حيث الصيغة القائمة أثبتت فشلها , ولا يمكن لها أن تستمر , فالشراكة لا بد أن تكون عنوان المرحلة القادمة والصيغة لا بد للوصول إليها أن يمحص اليمنيون كل الخيارات , حيث لا صيغ جاهزة حتى على مستوى العالم , فلا توجد مثلا فيدراليات متشابهة, فبين الصيغة الأميركية وهي أقدمها والسويسرية والألمانية ما يناسب ظروف وتنوع كل بلد , والناس هناك وفي جنوب أفريقيا يطورون أنظمتهم كلما رأوا ضرورة لذلك , لكنهم لا يغيرون دساتيرهم كما نغير سراويلنا بين الشارلستون والعادي إلا لضرورة وطنية فرضتها الحاجة واجمع عليها الناس عبر الأطر المتعارف عليها . نحن من جديد علينا قراءة الواقع في اللحظة الراهنة واختيار ما يناسب حتى لا نجد أنفسنا وقد تهنا من جديد . العالم يقول أيها اليمنيون هذه فرصتكم فانتهزوها , فماذا هم اليمنيون فاعلون¿, على أصحاب المواقف التي لا تتزحزح أن يعتبروا من هذا القول وهو أن الحكمة موجودة في البلاد كلها , فقط من يبحث عنها وتكون هادية لنا إلى وفي المستقبل ….. والتجربة أثبتت بعد مرور أكثر من 50 عاما أن المركز لم يكن حكيما طوال الوقت … ربما يكون هاديا أن أراد وإذا تمثل الحكمة …. على أن اليمن لن يكون قويا وصامدا إلا متى ما احترم تنوعه ووحدته …….والسياسيين لا يصنعون التغيير وحدهم ولا تجترح الحلول من وحي السياسة بل بحس المواطنة .. هذا يجب أن يكون.

قد يعجبك ايضا