جنون..

محمد المساح


 -  إلى أين تقودك خطاك يا صاحبي¿ وأجابني ما بين الضحك والبكاء تقودني «تقدني» إلى الجنون ويتابع بسخرية لاذعة ومرة.. ودمعة تأبى السقوط من العيون مع أصحابك
محمد المساح –

إلى أين تقودك خطاك يا صاحبي¿ وأجابني ما بين الضحك والبكاء تقودني «تقدني» إلى الجنون ويتابع بسخرية لاذعة ومرة.. ودمعة تأبى السقوط من العيون مع أصحابك مجنون ولا لوحدك صاحي.. ثمة غرابة في الأمر.. أم أن المسألة شديدة الصعوبة والتعقيد.. ربما ظاهرة وتزول بزوال المؤثر.. لكن الواقع ينبئ عكس ذلك.. مساحة الفقر تزداد وتنتشر بسرعة الضوء قساوة الظروف تتعمق.. التغييرات الطقسية غامضة ونقص كمية الأوزون والاستهلاك المستمر للأشعة الحمراء تحت اللون البنفسجي وتناقض المتنامي باضطراد مما يجعل البلاد في تهيء عام يشملها عدوى الجنون وتزايد سعاره فسقط الناس مجانين.. استوطن الجنون العقل وأصبح يتكاثر وينتشر كالبكتيريا.. ومن لم يتجنن بعد سيجنن بالتأكيد.. إذا لم يكن اليوم فغدا.. وفي المحصل الأخير جنون عام يشمل كل القطاعات وبدون استثناء وقد يمتد ليشمل البيئة بكاملها.. وتتجنن حتى الحجار تعاطفا مع أصحابها ويصل الجنون منتهاه ربما يعتبرها البعض ظاهرة مؤقتة وتختفي والأمور طبيعية لكن المتابع العابر والمتفحص أحوالنا الاجتماعية في الطرقات الطويلة والقصيرة.. شوارع المدن وميادينها تمتلئ بأنواع الجنود الذين يحادثون أنفسهم بحوار صارخ والذين يخفضون نبرة الصوت والذين يهمسون.. ما لهذا الهبوط المفاجئ الذي يلامس العقول ويصيبها بالاختلال وعدم التوازن هروب عفوي ومجاني إلى عوالم الجنون… ومحاولة الابتعاد عن خشونة الحياة والتفاف القهر الداخلي والخارجي اللذين يتجهان نحو تدمير الذات.. أمور كثيرة سنخوض فيها شيء ما..! هنا.. هناك داخلنا شيء ما لا بد خطأ.. فردية مغرقة في الذاتية والأنانية.. ليس هناك لحد أدنى يتفق عليه الناس حتى يحافظ الكيان الإنساني على وقف تردي الظروف.. أم أن الأمر «بكرة سعيد أحمد» إلى أين ليما تشه هي.. وإلى أين تقودك خطاك يا صاحبي إلى عالم الجنون.. فلا تعتب علي.. إذا كان الجنون هو الخيار المفتوح والمتاح.. والخيار الوحيد.

قد يعجبك ايضا