»آدم وحواء وغلاء المهور«

عبد الفتاح علي البنوس

عبد الفتاح علي البنوس –

عبد الفتاح علي البنوس
Fatahbanoos@yahoo.com
لقد وصلت نسبة العنوسة في أوساط النساء إلى مستويات عالية جدا بسبب شبح المهور الذي قضى على أحلام الشباب والشابات بعد أن وصل المهر في بعض المناطق إلى أكثر من ثلاثة ملايين ريال جعلت من المستحيل على غالبية الشباب اللحاق بركب المتزوجين ودفع الكثير منهم إلى العزوف عن الزواج والإنزلاق نحو طرق الغواية والإنحراف لإشباع في غرائزهم بعد أن تبددت أحلامهم بتكوين أسر والوصول إلى مرحلة الاستقرار النفسية والاجتماعية.
> بالله عليكم من أين لشاب تخرج من الجامعة ولاتملك أسرته القدرة على توفير أبسط متطلبات الزواج أن يواجه قائمة الشروط والمطالب التي يتسابق أولياء الأمور على عرضها أمام كل من يطرق أبوابهم باحثين عن المصاهرة¿!!
> بالتأكيد لن تكون لديه الطاقة لتحمل ولو جزء بسيط منها فكيف بها مجتمعة صدقوني إنها تقصم الظهر وتصيب الشباب وأولياء أمورهم باليأس والإحباط ولا أعلم ماهو سر المغالاة في المهور رغم أن الغالبية منا يعيشون في ظل أوضاع معيشية صعبة وهو مايتطلب النظر بعين العطف والرحمة للشباب والشابات والإسهام في تخفيض المهور من أجل تمكينهم على إكمال نصف دينهم بيسر وسهولة دون أن يضطر أولياء أمورهم إلى بيع الأراضي أورهن بصائر منازلهم أو الإقتراض من أجل تلبية متطلبات الزواج التي أضحت شبه جنونية ولاترضي الله ولارسوله.
> هناك دعوات لتسير متطلبات الزواج وتخفيض المهور من قبل الخطباء والعلماء والإعلاميين والكتاب ومع ذلك لانلمس أي تجاوب مع هذه الدعوات إذ يصر غالبية أولياء الأمور على المتاجرة ببناتهم ويغالون إلى مستويات لاطاقة للراغبين في مصاهرتهم بها وهناك من يتفاخرون بغلاء المهور ويدافعون عن ذلك ويسوقون مبررات غلاء الأسعار والحرص على نجاح الزواج وعدم فشله كما يحصل في الزيجات التي تكون مهورها منخفضة وغيرها من المبررات الواهية التي تتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الذي حث على تيسير أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور حيث أخبرنا الرسول الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم بأن أقل النساء مهرا أكثرهن بركة وهو عليه الصلاة والسلام من زوج الإمام علي بن طالب كرم الله وجهه بابنته فاطمة الزاهراء بخاتم من حديد لكي يكون قدوة لأمته ولعباده.
> وانطلاقا من واقعنا الراهن والذي صارت المهور من المنكرات التي لا ترضى الله ورسوله فإن الحاجة صارت ملحة وضرورية لأن تقوم الدولة ممثلة بالسلطات المحلية في المحافظات بتحديد المهور ووضع لائحة تحدد ذلك وتتضمن العديد من الضوابط والإجراءات العقابية في حق المخالفين بحيث تكون هذه المهور عامة وملزمة للجميع دون إستثناء وسيسهم ذلك في تراجع نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج في أوساط الشابات والشباب وسنضمن بناء جيل ملتزم بالقيم والأخلاق والضوابط الشرعية بعيدا عن الإنحراف والضياع والسقوط الأخلاقي.
> وهذه القضية لن تكون صعبة أو معقدة كما قد يخطر للبعض ولكنها ستكون بإذن الله سهلة ومتاحة إذا ما توفرت الإرادة السياسية والقرار السياسي الداعم والمساند لها والرقابة الصارمة على تنفيذها وخصوصا أن لنا تجربة ناجحة في هذا الجانب خلال فترة حكم الرئيس إبراهيم محمد الحمدي حيث تم تحديد المهور وسخرت الدولة كل جهودها من أجل تطبيقها والإلتزام بها ونحن هنا نتطلع إلى تكرار تلك التجربة في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي وذلك من أجل حل واحدة من المشاكل التي تواجه شريحة الشباب والشابات وهي مشكلة غلاء المهور.

قد يعجبك ايضا