يمن الـ (60) مليون !!
أمين الوائلي
أمين الوائلي –
عام 2030 سيصل تعداد السكان في اليمن إلى 60 مليونا وفقا لتقديرات الخبراء والتقارير الرسمية وشبه الرسمية في العام 2013م.
النجاح الوحيد والأبرز الذي نحققه كشعب يتركز في “التكاثر”. ولا توجد ألقاب أو جوائز عالمية تمنح لأكثر الشعوب تناسلا وإنتاجا بشريا وإلا لكانت اليمن احتكرت المرتبة الأولى ومنصة التتويج سنويا.
مقابل الإنتاج البشري تتقلص مساهماتنا الفردية والجماعية في إنتاج الذرة والمحاصيل الغذائية والظروف المواتية لاستيعاب الطفرة السكانية التي تجاوزت حدود المعقول والمتوقع عالميا. على العكس, هناك من الشواهد ما يفيد بأننا نتخلص يوميا من خطوط ومعدلات الإنتاج الاقتصادي والزراعي المتواضعة ونحقق قفزات مهولة ومتتابعة, نزولا, باتجاه “الصöفر” وشوية!!
لكن أيضا المشكلة ليست فقط هنا. بل في كوننا غير عابئين بالمرة ولا أحد يكترث لمعدلات تراكم الكارثة. ننفق أوقاتنا وأيامنا وجهودنا وإمكاناتنا في ورشة كبيرة لممارسة وتدوير وإعادة إنتاج البطالة والفراغ بأحجام ومقاسات وألوان مختلفة. مجتمع بأسره مصلوب على سارية الريح ويقضي وقته في مصارعة طواحين الهواء والانهزام لها إلى ما لا نهاية.
بتنا نخشى حتى على أبسط مقومات ومسلمات التعايش الإنساني والجماعي فيما بيننا كمجتمع وعائلة. وصلت الأمور بيننا وفي بلادنا المتعبة حد الخرافة أننا عدنا وبعد كل هذه الأعوام والمراحل إلى الجدل العدمي حول ما إذا كنا قادرين على العيش معا والسير معا¿ أم أنه من مصلحتنا أن نهدم الدار على رؤوسنا وكل واحد يأخذ نصيبه من الحجارة والغبار المتطاير¿¿
وكلما زاد عدد السكان زاد أيضا عدد السياسيين الذين يشكلون لوحدهم عقوبة كاملة بحق البلاد والعباد. وتتناسل الصراعات والأحقاد والكراهية. وكأننا نعيد سيرة الأجداد الأوائل الذين استنزلوا الغضب والعقوبة الإلهية بملء رغبتهم وإرادتهم ولم يجدوا ما يطلبونه من الله الرحيم إلا أن يباعد بين أسفارهم. ولماذا يجب أن نندهش لحالهم¿ هانحن على دربهم نسير ونفعل مثلما فعلوا. في الحقيقة أننا ربما نكون الأسوأ قياسا إلى حالتهم الغابرة !¿
متى يجب أو يمكن أن يتوقف كل هذا العرض الفوضوي المريع ونحصل على فسحة من هدوء لنسأل أنفسنا: وماذا بعد¿¿