مدرسة “اليمن”

أحمد غراب


أحمد غراب –
تعلمت من الانطفاء الكهربائي ” الصبر ”
ومن الفلتان الأمني ” الإيمان بالقضاء والقدر “
ومن التدهور الاقتصادي القناعة.
تعلمت من المحاكم أن الشكوى لغير الله مذلة.
ومن أقسام الشرطة أن التسامح فضيلة حتى لو حد سرقني أدعي له لأني إذا اشتكيت سأخسر ثلاثة أضعاف قيمة المسروقات وفي الأخير لن يمسكوا اللص.
تعلمت من السياسة نفس ما تعلمت من القات:
ـ ماذا يعني أن تكون مضطرا ومنحوسا في ذات الوقت ¿!
ـ يضيعون الوقت والمال في السياسة وينصرفون عن بناء الاقتصاد تماما كما يضيع الفرد ماله في شراء القات وينصرف عن الحاجات الأساسية لأسرته.
تعلمت من الحوار أن الحوار شئ ومؤتمر الحوار شيء آخر وان خير الحوار ما قل ودل وان حمار يفوت ولا حوار يموت.
تعلمت من الصراعات أن السرق أخوة أن اتفقوا نهبونا وإن اختلفوا طحنونا .
تعلمت من الفساد أن المال السايب أكبر معلم للسرقة وان الفساد فتنة سببها حكومة تقيم الحد على من يسرق رغيف ولاتقيمه على من يسرق شعب.
تعلمت من المسؤولين نفس ما تعلمته من المقاوته
إذ لافرق بين اليمين الدستورية للمسؤولين وبين يمين المقاوتة سوى أن المسؤول يطلق الفقر والمقوت يطلق مرته.
تعلمت من الأرض أنها تعطيك بقدر ما تعطيها إذا سممتها سممت نفسك وإذا حرثتها وسقيتها وتعهدتها بالعناية اطعمتك شهد العسل وطيب الثمر.
وتعلمت من الجو أن حمار في أرض صنعاء ولا طائرة في جوها.
علمتني المدارس أن القفز من فوق السور لم يعد قصرا على الطلاب بل حتى المدرسين صاروا يقفزون من فوق السور.
تعلمت من المستشفيات الحكومية أن أهم شئ يحتاجه المريض للعلاج في المستشفى الحكومي هو فيتامين واو (الواسطة) ومن ليس لديه فيتامين واو فعليه أن يكون على وضوء وأن ينطق الشهادة قبل دخول الطوارئ لأن الداخل مفقود والخارج مولود .
وتعلمت من المستشفيات الخاصة ما معنى العلاج بالذبح ¿ وكيف يتحول ملاك الرحمة إلى مندوب فرزة مهمته التحصيل ولاشئ سوى التحصيل.
تعلمت من المدينة أن القبائل المسلحين عندما يدخلون مدينة يفسدوها ويركبون القانون فوق موتر ويكونون سببا في تآكل هيبة الدولة.
وان المسؤول او النافذ عندما يمشي وبعده ثلاثين أربعين مرافقا ليس حرا ولا مرتاحا ولا أمنا ولا مطمئنا وأطرف شاقي في الجولة مرتاح أحسن منه.
جمعتكم مباركة
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي .