»اللهم اقطع دابر المعتدين على الكهرباء«

صولان صالح الصولاني

 -  لا يزال المواطن البسيط في بلادنا ينظر إلى الكهرباء على أنها تشكل عصب الحياة وتندرج أيضا ضمن الخدمات الأساسية الضرورية التي يتطلبها المجتمع بصورة مستمرة لكن مسألة النظر إليها من قبله - كما يعتقد البعض - على أنها تشكل معيارا يقا
صولان صالح الصولاني –
لا يزال المواطن البسيط في بلادنا ينظر إلى الكهرباء على أنها تشكل عصب الحياة وتندرج أيضا ضمن الخدمات الأساسية الضرورية التي يتطلبها المجتمع بصورة مستمرة لكن مسألة النظر إليها من قبله – كما يعتقد البعض – على أنها تشكل معيارا يقاس بواسطته مدى نجاح أو فشل نظام الحكم في البلاد وفي حال لم تقم الدولة بتوفيرها وتأمينها ستثور ثائرته ضدها فلم يعد يهتم هذا المواطن البسيط الذي يشكل غالبية عظمى في أوساط الشعب لمثل هذه المسائل ولا تشكل بالنسبة له أية أهمية تذكر لكونه أصبح يعي جيدا هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى بأن حظوظه مع خدمة الكهرباء المتوفرة والآمنة على الدوام سيئة للغاية ولم يحصل أن ظلت خدمة الكهرباء متوفرة على مدى خمسين ساعة دون أن يشوبها انطفاء وإلا لكان هناك حفل سنوي يقام في بلادنا إحياء للمناسبة على غرار الاحتفال الذي تحييه دولة الصين الشعبية سنويا بمناسبة مرور خمسين عاما دون أن تغيب أو تنطفئ فيها الكهرباء.. ولا تعد الكهرباء من وجهة نظر المواطنين في بلادنا سوى ورقة ضغط تندرج ضمن الأوراق السياسية التي تستخدمها وتتلاعب بها بعض الأطراف السياسية الداخلية والخارجية لا أقل ولا أكثر معتقدة – جزافا – أنها باستخدامها تستطيع أن تحقق لنفسها مكسبا سياسيا أو أي مكسب آخر لكنها في الواقع لم تجن من ورائها سوى كم هائل من «اللعن» الجماعي من قبل المواطنين في بلادنا عقب كل عملية اعتداء على الكهرباء كانت سببا فيها ما لم يتعرض له إبليس «اللعين» من اللعن على مدار الشهر بأكمله.
والاعتداءات على أبراج وخطوط ومحولات الكهرباء ليست وليدة اللحظة فقد أتت مواكبة لميلاد أول محطة لتوليد الكهرباء ببلادنا وتطورت شيئا فشيئا مع مرور الوقت إلى أن أصبح لها سوق وعملاء وسماسرة محليون هذه الأيام يمارسون اعتداءاتهم المتكررة على أبراج وخطوط الكهرباء عيانا بيانا على شكل جماعات وعصابات تخريبية كما لو انهم يمارسون إحدى المهن الشريفة في مجال البيع والشراء وما هي سوى اشارة -مدفوعة الأجر- يطلقها لهم أحد أطراف «اللعنة الظلامية» -عفوا- أقصد «اللعبة الكهربائية» وينهالون على أبراج وخطوط الكهرباء بالبتر والقطع أخماسا في أسداس بطرفة عين مستخدمين في ذلك شتى أنواع الخبطات الحديدية والاسلحة النارية المتوسطة والثقيلة ولسان حالهم يقول عقب ارتكابهم لعملية الاعتداء مباشرة :«لا تغزي إلا بقوم قد غزت.. وإلا فخلي المغازي لاهلها» اللهم لا شماتة.
على كل ما تعانيه الكهرباء حاليا من واقع مرير يفرض على الدولة فتح باب التطوع أمام المواطنين الغاضبين والغيورين على الكهرباء وما أكثرهم في اوساط مجتمعنا وذلك لكي يعملوا في سبيل حماية ابراجها وخطوطها ومحولاتها ومحطاتها التوليدية من خلال الوقوف بأجسادهم وصدورهم العارية أمام أي اعتداء أو هجوم مباغت يسعى للنيل منها.
وفي الأخير لا يفوتني ذكر الدعاء الذي أتضرع به إلى الله العلي القدير يوميا صباح مساء كأي مواطن يمني مغلوب على أمره إزاء الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي سائلا إياه تعالى بأن يقطع دابر كل معتد على أبراج وخطوط الكهرباء… آمين اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا