هيكلة النفوذ!!
يحيى محمد العلفي
يحيى محمد العلفي –
بعد أن نجحت عملية الهيكلة في الكثيرمن قطاعات الدولة والعسكرية منها على وجه الخصوص وبات من الضرورة بمكان مواصلة هذه العملية لتستكمل بقية القطاعات الرسمية والشعبية وذلك كي تتوفر لهذا الوطن الحضاري المعطاء فرص وظروف العمل الوطني السليم الذي يضمن بناء الدولة المدنية الحديثة التي تستطيع أن تختط الطريق المستقيم وترسم ملامح المستقبل ليمن جديد مزدهر آمن ومستقر.. نقول: إنه بعد هذا أو ذاك بقي على دولة المرحلة الانتقالية وحكومتها الوفاقية أن تزيح عن كاهل هذا الشعب وأن تبعد من طريق ثورة التغيير الشبابية السلمية شبح الخوف وبعبع الإحباط والتراجع الذي قد يعيق مسار التوجه نحو البناء الحضاري المنشود وفي مقدمة ذلك هذه العراقيل والتحديات التي يصر البعض من المتنفذين المتهورين على تصويبها صوب جسد الوطن ومنجزاته وبنفس النهج التقليدي المتعصب وبما يشبع رغبات هؤلاء ويلبي شهواتهم وطلباتهم التي لا تنتهي أو تتوقف عند حد بذاته..
فهيكلة هؤلاء وأمثالهم وجدولة مراميهم وأفكارهم ونزواتهم الطائشة صارت اليوم قبل غد حتمية ومن الأولويات التي يتوجب على الساسة الالتفات إليها حتى لا تضطر الساحات لإعادة نصب خيام التغيير للمطالبة برحيل المتنفذين الجدد ومن صعدوا على حساب شباب الثورة السلمية لأن الملاحظ هذه الأيام ظهور بوادر استفزازية وأعمال غير سوية في العديد من المرافق والأجهزة الحكومية تتدخل فيها أيادي العبث والفساد المنظم بما يجعلنا نضيق ذرعا ويدعونا لأن نندب حظنا ونتأسف على مافات وأن نقول مع المثل الشعبي الدارج «ديمة وخلفوا بابها».
ومع أن الهيكلة لا تتم إلا بقانون ولا يتم تنفيذها وتطبيقها إلا وفق معايير وخطوات منظمة فإن هيكلة المتنفذين لا بد أن تأخذ طابع الرفض القطعي من كافة القوى الوطنية السياسية والحزبية والاجتماعية وفي مقدمة الجميع مؤتمر الحوار الوطني الذي عليه أن يضم إلى ما تبقى في جدول أعماله بند هيكلة أصحاب النفوذ وعتاولة انتهاز الفرص الاستغلاليين المتأبطين شرا بهذا الوطن وبأبنائه الخيرين والطيبين ولأن ذلك من الأمور والقضايا التي نطالب بجعلها نصب أعين كافة المتحاورين وهيئة رئاسة المؤتمر خاصة حتى لا تستشري معضلة النفوذ إلى هذا التجمع الوطني الكبير وتصبح بعدئذ عادة مألوفة فإن ماهو مطلوب وملح هو مواجهة هذا الداء الخبيث والخطر الجاثم فوق تربة أرضنا الطيبة النقية هذا المسمى بالنفوذ وصحابته المتنفذين والذي بهيكلته وتوزيع أشخاصة على البراري والقفار التي لا وجود فيها لحياة أدمية ولا حتى فصائل أخرى من الخلائق وهناك بإمكان هؤلاء أن يكونوا لهم ولذويهم مجتمعا خاصا ينفذون من خلاله إلى نفوذهم ومنافذهم الخاصة بهم..
فالشعب اليمني لم يعد لديه اليوم متسعا لمن تعلق في مخيلاتهم ظاهرة النفوذ وجماهيره التي تربو على 25 مليون مواطن صار يطمح إلى ما هو أفضل وأجمل وأرضه تتسع لكافة أبنائه على قدم المساواة والعدالة الاجتماعية دون تمييز ولا استثناء ولا نفوذ تحكمه المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية السامية وتنظم شؤون حياته عقيدته الإسلامية الحميدة السمحاء.. وسنكون نحن أبناءه في عزة وسعادة وتطور وازدهار ومن ثم تختفي جل مظاهر الهرجلة والتمنطق والنفوذ وتنتهي عوامل ودواعي الهيكلة بعد أن يصبح اليمن سويا خال من كل تبعات ونوازع الهيمنة والنفوذ.