الموت‮.. ‬لحظة أخيرة‮ ‬

عائشة الطويلي

عائشة الطويلي –
تعتمل في‮ ‬نفسي‮ ‬أمواج من الأحاسيس المتنافرة‮ ‬تجاه من‮ ‬غابت حياتنا بقدومه وانتهت‮.! ‬
النهاية التي‮ ‬تسرق الإنسان من الإنسان‮ ‬مستهلة وقعها الأليم بكلمات الاعتذار‮ .. ‬لكنها في‮ ‬قسوتها الغادرة تؤكد معنى نقيضها‮ ‬فلا تخفي‮ ‬علينا رمزية الحدث القادم‮ ‬بل سرعان ما تكنس رياحها الساقطة كل مائدة تقع في‮ ‬طريقها‮.. ‬لا تبحث عن هويتهم‮.. ‬لا تقرأ جواز سفرهم‮.. ‬لا تحتفظ بأثقالهم‮.. ‬
يبدو لي‮ .. ‬أني‮ ‬قد قسوت عليه‮ ‬فلا أريده أن‮ ‬يتجشم معرفة أسباب حنقي‮ ‬عليه‮ ..! ‬ومن ثم‮ ‬يتكبد متاعب الندم والمصالحة‮..! ‬
فقد شكوته للإله‮.! ‬ووضعت نظارة سوداء على عيني‮ ‬سعيا مني‮ ‬وراء الستر‮ ‬ورغبة في‮ ‬التخفي‮ ‬خشية أن تطالني‮ ‬أنيابه‮ ‬فتنقض علي‮.. ‬ويكون مصيري‮ ‬الموت المندفع نحوي‮ ‬أو العكس‮.. ‬هكذا‮ ‬ينطوي‮ ‬علينا الموت‮ ‬دون أن‮ ‬يهبنا لحظة أخيرة نختار فيها‮/ ‬معها‮ . ‬كيف‮.. ‬ومتى‮..‬¿
فلم نفكر‮ ‬يوما‮ ‬‮ ‬كيف نستلقي‮ .. ‬نفترش طريقا للعودة‮/ ‬اللا عودة‮ ..!‬
أسأل نفسي‮ ‬الآن‮: ‬هل صرت على استعداد لملاقاته‮ “‬الموت”¿
وحتى أكون محقة‮ ‬فالجواب‮ .. ‬لم‮ ‬يكتمل‮ ‬لأن المهمة لم أقو على حملها بمعية الفضاء الرحب من شهوات الدنيا ومغرياتها الملونة المرحبة‮. ‬
فالكثير من أمثالي‮ ‬لا‮ ‬يقوى على كسر حاجز الزينة‮ ..‬المتمكن من إسقاطنا في‮ ‬هوة الندم لكن بعد حين‮ ..‬
ترى ما الذي‮ ‬يذكرنا به ¿‮ ‬
الأماكن‮..‬الصور‮..‬المواقف‮.. ‬العبر‮ .. ‬المرض‮.. ‬الفاجعة‮.. ‬المطر حين‮ ‬يغسل الشوارع والممرات‮ ..‬
ربما كنا أيضا بحاجة للاغتسال‮ ‬فتبتل أرواحنا الميتة‮ ‬وتنفض عنها‮ ‬غبار السنوات الماضية‮ ! ‬
أقول كلاما كثيرا عن الكأس الذي‮ ‬مزق صدورنا‮ ‬‮ ‬رشقنا بسهامه الموجع‮ ‬‮ ‬أجبرنا على الركوع في‮ ‬أية لحظة‮ ..‬
خذنا إليك‮ ‬فقد تبخرت همومنا‮.. ‬أعمارنا‮.. ‬أشياؤنا‮.. ‬حتى ابتساماتنا تقزمت صارت تأن‮ ‬بمفردها والخوف‮. ‬
فرحمة من الرب تتغشاك أين ما وضعت أريحتك‮ .. ‬فنحن لا نكره فيك إلا ابتسامتك الحاذقة‮.. ‬ونوباتك المفاجئة‮ .‬
ولا نحب فيك إلا عدلك المأخوذ من حكم الخالق‮.. ‬وفعل الأقدار‮… ‬كن بخير‮ ‬حيث تجلس مغمض العينين‭,‬
منتظر النداء‮ ‬فلك منا عهد الجبناء ألا نزورك إلا عند الصباح‮.. ‬حين‮ ‬ينشر الضوء أمنه وأمانه‮..‬ويلف الظلام أذياله الخائبة‮ ‬متعهدا لنا بلقاء قادم‮. ‬

قد يعجبك ايضا