الحوار الوطني أمام تحالفات جديدة..!!

عبدالرحمن سيف اسماعيل


 - 
 يجزم البعض أن الثورة الشعبية السلمية ماتت في بداية عهدها.. أو أنها سرقت من يد مفجريها والحقيقة أن الثورة لم تمت ولم تسرق لأنها ليست شيئا قابلا للسرقة أو المصادرة والثورة كما قال العظيم ابدأ عبدالفتاح اسماعيل "
عبدالرحمن سيف اسماعيل –

يجزم البعض أن الثورة الشعبية السلمية ماتت في بداية عهدها.. أو أنها سرقت من يد مفجريها والحقيقة أن الثورة لم تمت ولم تسرق لأنها ليست شيئا قابلا للسرقة أو المصادرة والثورة كما قال العظيم ابدأ عبدالفتاح اسماعيل “ثورة لا تجيد الدفاع عن نفسها لا تستحق البقاء” والأشخاص الذين يمثلون بقايا النظام القديم والذي لا يزال متربصا بالمؤسسات هم الذين يقولون هذا “كلمة حق اراد بها باطل” فالثورة الشعبية السلمية بدأت في 2006م في الاحتجاجات الجنوبية وربما قبلها واستمرت في الفعاليات الاحتجاجية المتواصلة لأحزاب اللقاء المشترك والقوى الاجتماعية والمدنية التي كانت تحرص على حضور جميع هذه الفعاليات الاحتجاجية وهي لا تزال مستمرة حيث والناس يخرجون في الأسبوع مرتين أو ثلاث مطالبين باستمرار هذا الفعل واستبعاد القوى المعيقة للثورة والتي تحاول دائما الاستفادة من الواقع الجديد والتصدي لمن يحاول إيصال الثورة إلى هدفها الحقيقي والمتمثل بقيام الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي يتناقض وجودها مع وجود هذه القوى الطفيلية والنفعية.
فالثورة الشعبية السلمية أحدثت تحولا واعيا في الوعي الاجتماعي وغيرت العديد من المفاهيم والأفكار وهي المفاهيم والأفكار التي توحدت في الفترة المنصرمة من الثورة وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بمطالب جميع افراد المجتمع داخل الساحات وخارجها وجميعها تنصب حول إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية التي تحولت إلى شعار مركزي توافق عليه جمع الفعاليات والمكونات السياسية والمدنية والاجتماعية وهي الدولة التي ظلت حلما يراود الجميع نظرا لحجم الظلم الذي طال الناس جميعا وانعدام العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية وكان جميع الثوار في الساحات مدركين جيدا أن الثورة احدثت هذا الوعي الاجتماعي المتقدم وكانت بعض المفاهيم أو جميعها هي عموميات لا يختلف الناس حولها.
فالمرحلة الحالية ومرحلة الثورة مرحلة فرضتها اللحظة وتتطلب التوافق والتوحد كخطوة لازمة لإسقاط النظام أو ما تبقى من ركامه واجتثاث ثقافته وأورامه السرطانية المتبقية وغيرها.
وقد توحدت حول مفاهيم الثورة مختلف القوى والاتجاهات والتيارات وهناك قوى أخرى توافقت هي الأخرى وتحالفت في ما بينها باعتبارها حقيقة تاريخية بمرارتها ومكوناتها ومثل هذه العمليات لا تؤثر فوعي الثورة بدأ يطرح بقوة ويفرض نفسه بقوة على الجميع.
والمستقبل بدأ يتشكل بوضوح داخل المؤتمر الوطني للحوار والذي يراهن عليه وطنيا واقليميا ودوليا لإخراج اليمن من عنق الزجاجة وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى ظهور قوى جديدة وتحالفات جديدة ومفاهيم جديدة واللقاء المشترك التكتل السياسي المعروف والذي استطاع أن يكون أحد أبرز مظاهر المشهد السياسي والثوري السابق. سينهار بالتأكيد في المستقبل.. فالمستقبل يحمل واقعا جديدا يقوم على تحالفات جديدة وهذا مايستطيع إدراكه وبسهولة داخل مؤتمر الحوار الوطني.. هناك من يريد نظاما سياسيا جديدا يقوم على أساس النظام البرلماني المرتكز على الانتخابات التنافسية وفقا للقائمة النسبية وهناك النظام الاتحادي الفيدرالي الذي ستختفي في ظله المشكلات والتباينات المختلفة بل أن هذا النظام يوفر للثقافات المختلفة ضمان التعبير عن نفسها وهناك من يريد النظام السابق مع تغيير محدود في بعض الأفراد وهناك من يعتقد بأن الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة خطر لابد من مقاومته وأن الدولة أو الولاية الإسلامية هي الحل وهناك من يطالب بدولة تكون خالية من الرئيس السابق.. هذه عبارة عن عناوين ويافطات مختلفة تعبر عن العديد من القافات التي تحتضنها قاعات مؤتمر الحوار الوطني.

قد يعجبك ايضا