المبدعة العربية تكسر التابوهات وتنافس الرجل في الجرأة
علي أحمد عبده قاسم
علي أحمد عبده قاسم –
شكلت كتابات المرأة في المرحلة المعاصرة من الأدب العربي حضورا لافتا في المجالات الإبداعية المختلفة والأجناس الأدبية عموما (رواية قصة شعر) وغير ذلك من المجالات كما إن أهمية هذه القراءة تأتي من ذلك التميز شكل علاقة ليست باليسيرة في تطور الأدب العربي وفي وعي المرأة بذاتها وقضاياها حيث استطاعت الكاتبة المبدعة أن تزاحم الرجل وتتميز بإبداعها من حيث التناول الجريء الكاسر للتابو أو من حيث التميز الخلاق في الأسلوب الشفيف والصادق وتمكنت من طرح القضايا التي تشكل ظواهر في المجتمعات بجرأة وبتناول حصيف ومتميز يواكب التطورات الإبداعية والمدارس الأدبية والاتجاهات النقدية فلاقت تلك الأعمال الإبداعية من الحضور والتميز إقبالا وقبولا سواء كان من جمهور القراء أو من المؤسسات الإبداعية التي أثرت تلك الدراسات بالنقد والتحليل وبالتشجيع وبالحوافز والجوائز. وكانت منطقة الخليج جزء من المشهد العربي المتطور خصوصا في جانب الرواية النسوية والشعر الحديث نتيجة للطفرة المادية والحضارية التي تشهدها المنطقة.
وفي القراءة سنتناول المشهد الشعري الخليجي وسنأخذ أنموذجا (الإمارات والبحرين) كإطار مكاني للقراءة وستعنى هذه الدراسة بمرتكزات وعلامات الخطاب التي تتكرر في النص النسوي عموما. ولعل أهم ما دفعني لمثل هذه الاختيارية:
1- قلة هذه الدراسات وندرتها بوصف الكثير على ركز جانب الجسد.
2- إمكانية أن تشكل هذه الدراسة مفاتيح ومداخل للباحثين والقراء.
3- كشف الجوانب الدلالية التي يحيل منها كل مرتكز كمثل الجسد.
4- محاولة كشف الدائرة والحلقات للرسالة التي يدور حولها خطاب المرأة.
5- تتناول الجانب من الجانب المتخصص كما أن القراءة هدفت إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها:
– الكشف عن دلالات الخطاب الأنثوي.
– تبيان مرتكزات الخطاب الأنثوي كالظمأ والجدب السرير والمرأة…إلخ.
– دراسة مظاهر القوة والضعف في لغة الذات الشعرية الأنثوية.
– ربط الخطاب الشعري الأنثوي بالمحددات الداخلية والمؤثرات الخارجية التي ساهمت بتشكيله.
– محاولة الوصول إلى مقاربات حول القواسم المشتركة لكل النماذج.
وقد حاولت في اختيار نماذج هذه القراءة مراعاة العلمية والموضوعية والنص بعيدا عن المخيال الذاتي أو الأحكام النقدية المسبقة.
(1) علامة الجسد:
تعد أهم ظاهرة في الشعر النسوي الحديث “ظاهرة قضية الجسد” والذي لوحت به الشواعر مرة بالخطاب المحترق الذي يفتقر إلى الرجل وأخرى بوصف ذلك وعي من المرأة “بالتركيز على الهوية الأنثوية باعتبار ذلك اكتشاف من المرأة لجسدها بوصفه قيمة تستمد منه غناها… وهو عنوان هويتها الأنثوية وأساس كينونتها ووجودها”(1).
لذلك تقول الشاعرة بروين حبيب:
“أعمدة النار العارية
هائمة في انطفاء الجسد
في بوحك ا لسري
“أحبك”
أتمدد فيها بتناوب
“أحبك”
خيط نور في وجهك المتلفت
أحبك وأترك الشاي يتيما عند الأربكة الزرقاء
أحملك وأفتح نهار العابرين”(2).
من ذلك يلحظالقارئ حجم الاحتراق والظمأ في النص الشعري من خلال “أعمدة النار العارية هائمة في انطفاء الجسد البوح السري المكتوم أتمدد أحبك خيط النور في وجهك أحبك” وبذلك يحاول الجسد الأنثوي أن يخضع الرجل له ويستسلم إليه كقيمة متميزة للمرأة ليتحقق التوافق والتناغم مع الحياة وبذلك تحقق “الأنا” للأنوثة والحرية والانطلاق حيث تقول:
“هانرج السفر خفاقا
ونفتح الجسد أروقة لأرواح تسافر في المؤجل”(3).
لتفيد المرأة جانبا من التوازن في علاقتها بالرجل بحيث تتلاشى قضية الإخضاع والإجبار ويلحظ ذلك من النص “نرج” أي “نحن” ومعا و”نفتح” نحن ومعا وكانت الأرواح هي تبعث للجسد الاستقرار ومن ثم تستقر الذات بوصف النص يكشف عن الحلم الواقعي بواسطة احتراق الجسد وتذهب مهرولة للدفء بوصف “الشاي” ترميزا للدفء الزائف والمؤقت فإن الدفء الحقيقي التحليق في سماء الاستقرار “أحملك وأفتح نار العابرين”.
“في وهج سجادتك
أقيم
وأتوحد
لو أغادر نزق العود صوت عزلتك
لو أعدو حيرة دمك الصارخ
وأختلق فرحا وفأسا لجسدي”(4).
إذا تأمل القارئ يلحظ أن الجسد ي